بعد الضربات الإمريكية على إيران ،كيف أصبح سوق النفط ؟محللون يجيبون؟

كتبت: بسنت السيد خاص
بعد الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، قفز خام “برنت” فجر اليوم الإثنين 23من يونيو مسجلا قفزة غير مسبوقة ليتجاوز مستوى 80 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ منتصف شهر يناير الماضى .ولاسيما بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الضربات الجوية “سحقت” المواقع النووية الثلاثة الرئيسية في إيران.
ولكن كيف يقيم الخبراء والمحللون ما تعكسه التغيرات الجيوساسية على المعروض بوفرة من خام النفط خاصة بعد إقرار البرلمان الإيراني لإغلاق مضيق هرمز ردا على الضربات الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية؟
وفى حديثه لموقع نافذة الشرق قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية،”إن موافقة البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز, بعد الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، لو تم تنفيذه فعليا سيتسبب في كارثة اقتصادية عالمية وخسارة اقتصادية كبيرة وبداية أزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة على كل دول العالم بدرجة أكبر من الأزمة الاقتصادية التي حدثت عام “2008 .
20%من تجارة النفط العالمية تمر عبر مضيق هرمز
أوضح غراب، أن مضيق هرمز رغم أنه ممر ضيق جدا يربط الخليج العربي بخليج عمان والبحر العربي, إلا أنه ممر مائي بالغ الأهمية لأنه يمر منه يوميا ما يقرب من 20% من تجارة النفط العالمية, وحوالي ثلث تجار الغاز عالميا، مما يعني ارتفاع أسعار النفط والغاز عالميا لدرجة كبيرة تتجاوز 100 دولار لبرميل النفط وقد تصل إلى 150 دولار حسب التقديرات العالمية،
وقال ،غراب ،وسيؤثر ذلك اقتصاديا بدرجة كبيرة مباشرة على دول الصين والهند ودول أوروبا, خاصة أن الهند تعتمد على المضيق في الحصول على ما يقارب 70% من النفط والصين تعتمد على المضيق في الحصول على أكثر من 50% من النفط، إضافة لدول الاتحاد الأوروبي التي تعتمد عليه بعد قطع النفط والغاز الروسي، مشيرا إلى أن غلق مضيق هرمز يؤثر بشكل مباشر على أكثر من 30 دولة إضافة لتأثيره الغير مباشر على بقية دول العالم .
86%من نفط الشرق ستتأثر سلباً
وأشار غراب، إلى أن التقديرات تشير إلى أن المضيق يمر منه يوميا نحو 23 مليون برميل من النفط الخام القادمة من دول العراق والكويت والسعودية والإمارات وإيران, بما يقدر بنحو 86% من صادرات نفط الشرق الأوسط بالكامل وهي تشكل نحو نصف الطاقة التي تعتمد عليها الصناعة والاقتصاد العالمي، كما يمر من المضيق نحو 22% من شحنات بعض السلع الضرورية مثل الحبوب بجميع أنواعها وخام الحديد والأسمنت، إضافة إلى السلع كاملة الصنع .
اشتعال فاتورة الطاقة والغذاء عالمياً
تابع غراب، أن فكرة غلق مضيق هرمز هي فكرة انتحارية اقتصاديا تؤثر على إيران أولا، إضافة إلى تأثيره على رفع أسعار السلع عالميا بدرجة كبيرة وزيادة الضغوط التضخمية في كل دول العالم، موضحا أن أي اضطراب في مضيق هرمز سيؤدي إلى اشتعال في فاتورة الطاقة والغذاء العالمية واضطراب سلاسل التوريد، كما سيؤدي لضغوط مباشرة على السياسات النقدية للبنوك بالمنطقة والعالم .

ولكن كيف يوازن المحللون بين تسارع وتيرة المخاطر الجيوسياسية من ناحية ، وبين القلق من أن تؤدي الوفرة في إنتاج النفط مع تباطؤ الاقتصاد العالمي إلى ظهور تكدس في المعروض.
وحسب تصريحات متلفزة لمراقبى سوق النفط نقلتها بلومبيرج واطلعت عليها نافذة الشرق
قال مؤسس مجموعةبوب ماكنالى “رابيدان إنرجي” “إن إيران ستكون على الأرجح شديدة الحذر حيال تعطيل مضيق هرمز، الممر البحري الضيق الفاصل بين إيران وشبه الجزيرة العربية، والذي يمر عبره نحو 25% من نفط العالم و20% من صادرات الغاز الطبيعي المسال.
وتابع ، “إن المتعاملين في السوق يحبسون أنفاسهم، لمعرفة ما إذا كان الصراع سيتوسع ليتجاوز الأهداف العسكرية والسياسية، ليشمل تجارة الطاقة”. متوقعاً انعكاساً على زيادة الأسعار”.
تذبذب حاد في الأسعار
ومن جانبها ترى مويُو شو، كبيرة محللي الخام “في حال أغلقت إيران مضيق هرمز، حتى ليوم واحد،ماذا سيحدث؟ فقد يصل سعر النفط مؤقتاً إلى 120 أو حتى 150 دولاراً للبرميل. أما إذا استهدفت منشآت كبرى لإنتاج أو تصدير النفط، فقد يدفع ذلك الأسعار إلى مستويات أعلى ولفترة أطول”.
ولفتت إلى أن أسواق النفط شهدت تذبذباً شديداً منذ أن بدأت إسرائيل بضرب البنية التحتية النووية الإيرانية حيث سجلت بعض الجلسات بارتفاع حاد في الأسعار، قبل أن تتحول إلى خسائر يومية.
مخاطر على سلاسل توريد الديزل و وقود الطائرات
من جهتها، قالت جون غوه، كبيرة محللي سوق النفط ، إن المخاطر ليست فقط على النفط الخام، فمضيق هرمز يُمثل ممر لصادرات الغاز الطبيعي المسال والمنتجات المكررة مثل الديزل ووقود الطائرات، والتى قد تشهد بعض أسواق الوقود أكبر ارتفاعات سعرية نظرا للتطورات الجيوساسية الأخيرة .
وأضافت: ” إن سلاسل توريد الديزل ووقود الطائرات تعد الأكثر عرضة للتأثر، حيث تمر شحنات النفط من الخليج العربي والساحل الغربي للهند عبر مضيق هرمز لتلبية الطلب في أوروبا، وهي السوق الرئيسية لهذه المنتجات.مع توقعات بأسعار غير مسبوقة.