كتبت بسنت السيد
تتصاعد الأحداث تصريحات تنذر باشتعال المنطقة على أثر الحرب الدائرة الآن بين إيران وإسرائيل فى كل لحظة تصريح يأتى بعده رد فعل قاسي تدمير شامل وتهديدات مما ينذر بحرب عالمية ثالثة فهل تدخل الولايات المتحدة حلبة الصراع بعدما سمحت لإسرائيل بتنفيذ ضربات معلنة سبقتها تهديدات أمريكية ؟
تصريحات ترامب المثيرة للجدل
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب،في تصريحاته على منصة تروث سوشيال أمس الاثنين، إن على الجميع “إخلاء طهران فوراً”، حيث حمل إيران مسؤولية من ماحدث لها من ضربات اسرائيلية نتيجة تعنتها في التوقيع على الاتفاق بشأن برنامجها النووي، وسط تصاعد المخاوف من توسع الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران والتي خلفت عشرات الضحايا والمصابين.
كما ذكر على حسابه الشخصي على منصة”تروث سوشيال”، أنه “كان ينبغي على إيران توقيع الاتفاق الذي طلبتُ منهم توقيعه”، مضيفاً: “يا له من عار، يا له من إهدار للأرواح البشرية”.وتابع: “ببساطة، لا يمكن لإيران أن تمتلك سلاحاً نووياً. قلت ذلك مراراً، وعلى الجميع أن يُخلي طهران فوراً”.
انسحاب ترامب من إجتماع دول السبع
إلتقي ترامب في كندا مع قادة مجموعة دول السبع.حيث اتفق قادة كلا من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة إلى جانب الاتحاد الأوروبي، في منتجع كاناناسكيس في جبال روكي الكندية منذ الأحد وحتى اليوم الثلاثاء.على التضامن وتأييد إسرائيل في توجيه ضربات لإيران .
المساعدات الأمريكية لإسرائيل
وحسبما ذكر موقع أكسيوس الولايات المتحدة قدمت المساعدة لإسرائيل في اعتراض الصواريخ الإيرانية، بينماأكدت ، أن تل أبيب تتحرك وحدها في تنفيذ الهجمات ضد طهران، .
وذكر الموقع أن الرسالة الأميركية حملت مضموناً مفاده أن استهداف إيران لمواطنين أميركيين سيكون بمثابة “تجاوز للخط الأحمر”.
ووفقاً للموقع، أرسلت الولايات المتحدة مجدداً رسالة مماثلة إلى الحلفاء أنفسهم وذلك قبل نحو ساعة من بدء إسرائيل هجومها الأخير على إيران، والذي بدء، الخميس الماضي، كما أعادت التأكيد فيها على أن واشنطن لن تشارك في العمليات العسكرية.
تعزيزات عسكرية في الشرق الأوسط
ومن جانبه أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، الاثنين، أنه وجه بنشر تعزيزات إضافية في الشرق الأوسط.وذكر “أكسيوس”، أن إسرائيل تضغط على إدارة ترمب الانضمام إلى الحرب، بهدف القضاء على البرنامج النووي الإيراني، غير أن مسؤولاً أميركياً صرَّح للموقع، السبت الماضي، بأن الإدارة الأميركية “لا تدرس هذا الخيار بشكل نشط”.
وفي تصريح خاص وحصرى تعليقا على مقاله ترامب هل تدخل امريكا حلبة الصراع يقول الدكتور محمد الهمشري استاذ الاستراتيجية وإدارة المخاطر والأزمات إن الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية الحرب بين إسرائيل وإيران أعلنت عدم تدخلها لأن تدخلها يعنى أن مصالحها في الخليج وقواعدها ستدخل دائرة الصراع وبالتالي سينتج عنه تصعيد غير محمود العواقب ،ولكن بالفعل التصعيد حصل .
وتابع والجميع كان يتوقع وان يكون السيناريو القادم هو أن ترد إيران على الضربات الموجعة التى وجهتها اسرائيل لإيران برد يحفظ ماء الوجه ،لكن على غير التوقعات الأحداث بدأت تتصاعد بطريقة غير متوقعة.
وأضاف اللواء الهمشرى أن الصراع بدأ يأخذ منحنى آخر مشيرا إلى أن أميكا مشاركة مع إسرائيل بالدعم المعلومات والاستخبارتى واللوجييستى علاوة على أنها مشتركة في صد الدفاع الجوى لديها في صد الهجمات على إسرائيل ،كل هذا دون إعلان صريح.مؤضحا أن إعلان مشاركة امريكا بشكل صريح سيأخذ منحى آخر .
وعلبة استاذ استراتيجية إدارة المخاطر والأزمات إن الانصراف ترامب من إجتماع مجموعة السبع اليوم بعد قرارهم بتأييد ودعم إسرائيل له تفسيرين :
التفسير الأول:أن ترامب لديه معلومات مؤكدة أن إيران ستقوم بعمل عدائي كبير يستهدف هدف حيوى في إسرائيل فبالتالي غادر عائدا من كندا إلى الولايات المتحدة ليكون على استعداد لأى جديد.
أما التفسير الثاني:هو أن يكون لديه معلومات لاستهدافه هو شخصيا فانصرف سريعا كإجراء أمنى وارد .
وتابع أللواء الدكتور محمد الهمشري في حديثه للموقع أن مغادرة الرئيس ترامب كرد فعل لصانع القرار وتفسيرها ب العلوم الاستراتيجية أنها تجبر الخصم على تصرف معين بمعنى أنها تعطى رسالة للخصم أنه وصل لمرحلة اليأس وهذا ما عبر عنه دونالد ترامب بقوله “اخلو طهران فورا” مما يعطى مؤشر أن هناك عملا كبيرا تقوم به اسرائيل وحليفها الولايات المتحدة الأمريكية ضد العاصمة طهران مشيراً إلى أن هذا ما يد إيران لعمل عدائي يائس ،مثل هجمة تدميرية تستخدم فيها قنابل نووية تكتيكية .
واختتم حديثه للموقع قائلا: أعتقد أنه يملكها قبل أن ينتجها بحيث انها تنحج في أن تجبر إيران على تدمير أكبر بنية تحتية في إسرائيل على غرار القنبلة النووية ،ويكون العمل العدائى هو الذريعة الذى يجعل إيران تستسلم.
هل أصبحت أمريكا ” فزاعة” تفرض هيمنتها خارج القانون الدولي
وفي حديث خاص وحصرى لموقع نافذة الشرق انتقد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، بشدة التصريحات الأمريكية المتضاربة حول الأزمة الإيرانية الإسرائيلية، واصفاً الولايات المتحدة بأنها تلعب دور ” الفزاعة” في محاولة لشن حرب معنوية دون الاستعداد للمواجهة الفعلية.
وقال الدكتور مهران في حواره لنافذة الشرق، إن دعوة ترامب لإخلاء طهران فوراً ثم تراجعه عن هذا المنشور يكشف بوضوح عن الخوف الأمريكي من التورط في صراع مباشر مع إيران، مؤكداً أن هذا التذبذب يعكس إدراك واشنطن لحجم التكلفة المدمرة لأي تدخل عسكري في المنطقة.
وأشار الخبير القانوني إلى أن التصريحات الأمريكية المتكررة بعدم المشاركة في الحرب على إيران تؤكد أن أمريكا تدرك جيداً أن مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة ستكون أول ضحايا أي تصعيد عسكري، خاصة مع وجود عشرات القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة حول إيران والتي تشكل أهدافاً سهلة للرد الإيراني.
ما تقوم به اسرائيل يمثل انتهاكا للقانون الدولي
وحول محاولة إسرائيل فرض نفسها كشرطي المنطقة، أكد الدكتور مهران أن ما تقوم به إسرائيل من هجمات واسعة النطاق على المنشآت النووية الإيرانية يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ومحاولة لفرض هيمنة إقليمية خارج إطار الشرعية الدولية، مشيراً إلى أن هذا السلوك يتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر استخدام القوة ضد سيادة الدول.
وأوضح أن محاولة إسرائيل تبرير عدوانها بذرائع أمنية لا يجد أساساً في القانون الدولي، مؤكداً أن مبدأ الدفاع الشرعي المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة يتطلب وجود عدوان مسلح مباشروفوري، وليس مجرد تهديدات محتملة أو افتراضية.
أمريكا شريكافى انتهاكات القانون الدولي
ولفت إلى أن الدعم الأمريكي غير المباشر للعمليات الإسرائيلية، من خلال توفير الأسلحة والغطاء السياسي، يجعل واشنطن شريكاً في انتهاكات القانون الدولي، مشيراً إلى أن القانون الدولي يحمّل الدول المساعدة مسؤولية مشتركة عن الأعمال غير المشروعة التي ترتكبها الدول المدعومة.
وأكد الدكتور مهران أن التذبذب الأمريكي بين التهديد والتراجع يعكس إدراك الإدارة الأمريكية لحقيقة أن إيران ليست دولة ضعيفة يمكن تدميرها بسهولة، مشيراً إلى أن القدرات الدفاعية والهجومية الإيرانية تجعل أي مواجهة مباشرة مكلفة جداً للولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة.
إسرائيل تفرض نفسها كفزاعة إقليمية
وحول محاولة إسرائيل فرض نفسها كفزاعة إقليمية، أوضح أن هذا السلوك يهدف إلى ترويع دول المنطقة وإجبارها على القبول بالهيمنة الإسرائيلية، لكنه أكد أن هذا النهج محكوم عليه بالفشل لأنه يتعارض مع التطورات الإقليمية والدولية الجديدة التي تؤكد على احترام سيادة الدول.
كما أشار مهران إلى أن محاولة إسرائيل تقديم نفسها كذراع تنفيذية للسياسة الأمريكية في المنطقة لا تضفي شرعية على أعمالها العدوانية، مؤكداً أن القانون الدولي لا يعترف بحق أي دولة في تعيين نفسها شرطياً إقليمياً أو تنفيذ عقوبات من جانب واحد ضد دول أخرى.
المصالح الأمريكية أول المتضررين
ولفت إلى أن الخوف الأمريكي من التورط المباشر يكشف عن حقيقة أن واشنطن تدرك جيداً أن مصالحها النفطية والاقتصادية في الخليج ستكون أول المتضررين من أي تصعيد، خاصة مع قدرة إيران على تهديد الملاحة في مضيق هرمز الذي يمر عبره ثلث إنتاج النفط العالمي.
وأكد الدكتور مهران أن التراجع الأمريكي عن التهديدات المباشرة يعكس أيضاً إدراك واشنطن أن الرأي العام الأمريكي غير مستعد لحرب جديدة في الشرق الأوسط، خاصة بعد التجارب المريرة في العراق وأفغانستان، مشيراً إلى أن الكونغرس الأمريكي يتطلب موافقة واضحة على أي تدخل عسكري واسع.
وشدد استاذ القانون الدولي علي أن محاولات الترويع والحرب النفسية الأمريكية الإسرائيلية لن تغير من حقيقة أن القانون الدولي يرفض الانتهاكات مهما كانت قوة مرتكبيها، مؤكداً أن المجتمع الدولي يتجه نحو نظام أكثر توازناً يحترم سيادة جميع الدول دون استثناء.
اللواء الدكتور محمد الهمشري استاذ الاستراتيجية وإدارة المخاطر والازمات