بعد سقوط حكم بشار الأسد.. مصر تدافع عن استقرار سوريا ووحدتها

مخاوف من سيطرة الفصائل المسلحة على السلطة في سوريا

في أعقاب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل حيّز التنفيذ، ظهرت تحركات عسكرية مفاجئة في سوريا، حيث شنت الفصائل المسلحة السورية هجمات واسعة النطاق على مواقع الجيش السوري في مدينة حلب، محققة تقدمًا كبيرًا يعد الأول من نوعه منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011.

التطورات العسكرية وتأثيرها السياسي

أدى هذا التقدم إلى تنبؤات بأن المعارضة السورية قد تسيطر على الحكم، خصوصًا في ظل غياب الدعم المعتاد من إيران وروسيا. وأشارت تقارير إلى أن إيران تأثرت بشكل كبير بالضربات الإسرائيلية على مواقعها، مما قلص نفوذها في لبنان تدريجيًا، بينما انشغلت روسيا بحربها في أوكرانيا، ما أدى إلى تقليص دعمها العسكري للنظام السوري.

تصعيد في دمشق وسقوط النظام

عقب السيطرة الكاملة على مدينة حلب، شنت الفصائل المسلحة بقيادة أبو محمد الجولاني هجومًا واسعًا على العاصمة دمشق. وفي صباح يوم الأحد، 8 ديسمبر، أعلنت وسائل الإعلام الرسمية السورية سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، حيث ظهر رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي، في تسجيل مصور أكد فيه استعداد الحكومة للتعامل مع جميع الأطراف بهدف استمرار عمل المؤسسات الحكومية.

مخاوف دولية من التطرف

سيطرة الفصائل المسلحة بقيادة الجولاني، الذي يرتبط بسوابق مع تنظيم القاعدة، أثارت قلقًا واسعًا لدى العديد من الدول، خاصة أن هيئة تحرير الشام التي يقودها مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة. المخاوف تركزت حول احتمال انتشار الفكر المتطرف في البلاد وزعزعة استقرار المنطقة.

مقابلة الجولاني وتغيير المواقف الدولية

في خطوة غير متوقعة، أجرى الجولاني مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية، حيث ظهر بأسمه الحقيقي أحمد الشرع. وقد أثارت المقابلة ردود فعل متباينة، إذ أعربت بعض وسائل الإعلام عن انطباعات إيجابية، بينما أكدت الولايات المتحدة أنها تدرس إزالة هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب. هذه التصريحات أثارت مزيدًا من القلق بشأن مستقبل سوريا واحتمالية التغيير في المواقف الدولية تجاه المعارضة المسلحة.

ردود فعل دولية

أكدت دول عديدة، مثل مصر، دعمها لوحدة سوريا واستقرارها، داعية إلى تجنب كل ما يهدد أمنها وسلامة شعبها. ورغم ذلك، تزايدت المخاوف مع التطورات المتلاحقة، مما يعكس تعقيد المشهد السوري في ظل تغير موازين القوى على الأرض.

الاحتلال الإسرائيلي يستغل الأزمة في سوريا لتحقيق أهداف توسعية

في أعقاب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية هي الأعنف من نوعها على الجيش السوري والقوات البحرية السورية، مما أدى إلى تدمير نحو 90% من قدرات الجيش السوري العسكرية. وأعلنت إسرائيل رسميًا إنهاء اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974 بشأن المنطقة العازلة في الجولان المحتل، مبررة ذلك بغياب سلطة مركزية في سوريا.

التوغل الإسرائيلي والمخططات التوسعية

أقدمت إسرائيل على احتلال المنطقة العازلة المحيطة بالجولان، واحتلت جبل الشيخ بالكامل، ثم واصلت توغلها حتى تخطت حدود درعا، كما أصبحت قواتها على بعد 25 كيلومترًا فقط من العاصمة دمشق،.

ويرى مراقبون أن إسرائيل تخطط لتوسيع المنطقة العازلة على ثلاث مراحل تبدأ من الحدود السورية اللبنانية عند جبل الشيخ، ثم التقدم جنوبًا باتجاه العاصمة دمشق، ليمتد دائريا حتى غرب السويداء. هذه التحركات تمثل تصعيدًا خطيرًا في الأزمة السورية وتوسيعًا لنفوذ الاحتلال الإسرائيلي.

الموقف المصري تجاه التطورات

في بيان رسمي، أدانت مصر بشدة التحركات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة، معتبرة ذلك انتهاكًا للاتفاقيات الدولية وخرقًا صارخًا للقانون الدولي. وأكدت الخارجية المصرية التزام مصر بدعم وحدة الأراضي السورية واستقرارها، وشددت على ضرورة تغليب مصلحة الوطن في سوريا فوق كل اعتبار.

دعوة إلى الحوار وإعادة الإعمار

بعد تشكيل الحكومة السورية الجديدة برئاسة محمد البشير، دعت مصر جميع الأطراف السورية إلى الحوار الوطني والتعاون لتحقيق الاستقرار وإطلاق عملية سياسية شاملة تضم كافة أطياف الشعب السوري بمختلف انتماءاته العرقية والدينية، دون أي تمييز. كما أكدت مصر استعدادها لدعم إعادة إعمار البنية التحتية السورية بما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.

مجلس الشعب المصري يدعم سوريا

خلال جلسة انعقدت يوم الأحد، أكد رئيس مجلس الشعب المصري، المستشار حنفي جبالي، حرص مصر على دعم الشعب السوري ومساندة كل الجهود الهادفة إلى إعادة سوريا إلى طبيعتها ومكانتها بين الدول العربية. وأشار إلى أهمية العمل العربي المشترك لإعادة سوريا إلى موقعها الطبيعي في المنطقة

أكد رئيس مجلس النواب المصري، المستشار حنفي جبالي، خلال جلسة المجلس، أن مصر على مدار السنوات الـ13 الأخيرة، ومنذ اندلاع الأزمة في سوريا، كانت ولا تزال تقف بجانب الشعب السوري ودعمت الدولة السورية في مواجهة المخاطر التي أحاطت بها نتيجة الصراع. وأشار إلى أن مصر ترى في أمن سوريا جزءًا لا يتجزأ من الأمن العربي الإقليمي، مشددًا على حرص الدولة المصرية على استقرار سوريا ووحدة أراضيها.

التأكيد على الالتزام المصري

شدد المستشار جبالي على أن مصر ستواصل العمل على جميع الأصعدة لدعم الشعب السوري، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والمساهمة في إعادة إعمارها واستقرارها، بما يعزز من الأمن الإقليمي والعربي ككل. كما أشار إلى أن مصر لا تزال تسعى لحل شامل وعادل للأزمات الإقليمية، حفاظًا على استقرار المنطقة ودعمًا للدول الشقيقة في مواجهة التحديات المشتركة.

وتأتي هذه التصريحات في سياق تأكيد مصر على التزامها الراسخ تجاه القضايا العربية، واستمرار دورها الفاعل في دعم الاستقرار الإقليمي.

وأكد رئيس مجلس النواب المصري، المستشار حنفي جبالي، أن مصر خلال الأزمة السورية على مدار السنوات الأخيرة استقبلت الأشقاء السوريين على أراضيها وتم التعامل معهم دون أي تمييز، باعتبارهم جزءًا من الشعب المصري. وأشاد بالتكافل الإنساني الذي أظهرته مصر تجاه السوريين، والذي يعكس التزامها الثابت بدعم الدولة السورية وشعبها.

الموقف المصري تجاه الأزمة السورية

أكد المراقبون أن مصر لم ولن تتخلى عن دعم استقرار الدولة السورية، مشددين على أهمية استقرار العملية السياسية في سوريا بما يضمن تمثيل كافة الأطياف السورية دون استثناء. وأشاروا إلى حرص مصر على إنهاء التدخلات الخارجية في الشأن السوري، والتي تسعى لتحقيق أجندات متداخلة تخدم مصالح دولية وإقليمية على حساب الشعب السوري.

التوغل الإسرائيلي واستغلال الأزمة

وفي ظل التوغل الإسرائيلي الذي استغل الأزمة الراهنة في سوريا لتحقيق مكاسب إقليمية، شدد المراقبون على ضرورة إدانة تحركات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف سيادة الأراضي السورية. وأكدوا أن استقرار سوريا يتطلب جهدًا عربيًا مشتركًا لإنهاء الوضع الراهن، بالإضافة إلى دعم جهود إعادة الإعمار لضمان استعادة سوريا مكانتها ودورها الإقليمي.

الأحداث الإقليمية وتأثيرها على مصر

وتحدث مراقبون عن تأثير تصاعد الأحداث في المنطقة، مشيرًا إلى أن الأزمات المتلاحقة، سواء في سوريا أو في غزة، إضافة إلى التوترات في البحر الأحمر، كان لها انعكاسات مباشرة على مصر باعتبارها مركزًا استراتيجيًا وقلب المنطقة العربية. وأكدوا أن استقرار سوريا يظل أولوية قصوى لمصر، خاصة في ظل التطورات التي أثرت على الملاحة في البحر الأحمر وأثارت قلقًا بشأن أمن قناة السويس، أحد أهم الممرات المائية العالمية.

دور مصر الإقليمي

كما أكد المراقبون، أن الدور الريادي لمصر سيظل أساسيًا في دعم الدولة السورية والأشقاء السوريين، من منطلق التزامها بالأمن القومي العربي. مشيرين إلى أن مصر ستضاعف جهودها خلال الفترة القادمة لتعزيز استقرار سوريا والعمل على حماية وحدة أراضيها، مع الحرص على إنهاء التدخلات الخارجية التي تعيق العملية السياسية.

دعم الاستقرار وإعادة الإعمار

كما أشار المراقبون إلى أهمية التلاحم العربي في مواجهة التحديات الراهنة، داعين إلى تكثيف الجهود لإعادة إعمار سوريا والعمل على تعزيز أمنها واستقرارها، بما يعود بالنفع على الشعب السوري ويساهم في إنهاء المعاناة المستمرة منذ سنوات.

في هذا الإطار، تعكس التحركات المصرية استمرار التزامها العميق بدعم القضايا العربية والعمل على حل الأزمات الإقليمية بما يعزز الاستقرار في المنطقة.

وتظل الأزمة السورية مفتوحة على سيناريوهات معقدة، في ظل التحركات الإسرائيلية، والجهود الدولية والإقليمية لإعادة الاستقرار إلى البلاد، مع استمرار الجهود المصرية في دعم الحلول السياسية الشاملة.

ومن ناحية أخرى قالت ياسمين حمدي أستاذ العلوم السياسية بجامعة العريش، أن هناك تسلسل زمني للوضع السوري، بداية من منتصف شهر مارس عام 2011، عند خروج مظاهرات في جميع أنحاء سوريا، تطالب برفع حالة الطوارئ، وخروج المعتقلين السياسيين من السجون، ثم تطور الموقف، وأصبحت المطالبات بإسقاط نظام بشار الأسد.

كما خرج بشار الاسد على المتظاهرين، بوعود الإصلاحات الموعودة التي أعلن التزامه بتنفيذها عمَّا قريب لإرضاء المحتجين.

لكن بعد تلك الوعود، حاصر الجيش السوري وشن حملات اعتقالات عشوائية في الشوارع، وحاصر بعض المدن بالدبابات والمدفعيَّة، وبدأ الجيش قصفاً بالرشاشات الثقيلة، وذلك في أعقاب اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية والجيش.

وأوضحت ، ان  بعد مغادرة بشار سوريا، أصبح مصيرها مجهولا  مع سيطرة التنظيمات المسلحة على الأوضاع ، وأن الأيام المقبلة غير مبشرة داخليا وخارجيا، ففي الداخل هناك صراعات بين التنظيمات المسلحة، والخارج تزايد الأطماع في الأراضي السورية.

وأوضحت أن لمصر دور فعال في تتابع الموقف السوري، حيث دعت مصر جميع الاطراف الى الحفاظ وصون مقدرات الدولة، والاهتمام بالمصلحة العليا للبلاد، واستعداد موقف سوريا إقليميا ودوليا، حفاظا عليها.

الصحفية / رنا سلام