عبد الرحمن السيد
في مشهد يعكس سخونة الأجواء الانتخابية قبل استحقاقات مجلس الشيوخ والنواب المقبلة، فجّر مقطع فيديو متداول للنائب ياسر عمر، أمين حزب مستقبل وطن في أسيوط ووكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، جدلاً واسعًا بعدما ظهر فيه يؤكد أن حزبه “ليس حزبًا بل دولة”، ملمحًا إلى حرمان القرى التي لا تصوت للحزب من الخدمات.
ورغم أن الفيديو يعود إلى انتخابات 2020، فإن إعادة تداوله مؤخرًا أثارت عاصفة من الانتقادات، دفعت حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي إلى إصدار بيان رسمي شديد اللهجة اعتبر فيه أن هذه التصريحات “تقضي على ما تبقى من الحياة السياسية”، قبل أن يتضح لاحقًا أن المقطع قديم وتم اجتزاؤه من سياقه.
المقطع المثير للجدل
المشهد الذي ظهر فيه النائب ياسر عمر كان جزءًا من مؤتمر انتخابي قديم في عام 2020، تحدث خلاله عن قوة تنظيم حزب مستقبل وطن واتساع قاعدته الشعبية، قبل أن يصفه بأنه “دولة وليس حزبًا”. كما تضمن الفيديو عبارات فهم منها تهديد بحرمان القرى التي لن تمنح أصواتها للحزب من الخدمات، وهو ما اعتبره المصري الديمقراطي “خطابًا خطيرًا يقوض أي محاولة لإجراء انتخابات نزيهة”.
الحزب نشر البيان عبر صفحته الرسمية، مرفقًا بالمقطع المتداول، وعنون بيانه بعبارة لافتة: “تصريحات بعض نواب الأغلبية تقضي على ما تبقى من الحياة السياسية”. وجاء في البيان:”الدولة ليست سلطة تنفيذية وحزبًا يدعمها ويدعمونه، بل كيان يشمل السلطات الثلاث، وأحزاب الموالاة والمعارضة، والنقابات، والمجتمع المدني. تقزيم مفهوم الدولة في حزب وسلطة أمر في غاية الخطورة.”
كما شدد البيان على أن تهديد الناخبين بحرمانهم من الخدمات “سلوك مرفوض ومخالف لقواعد العملية الانتخابية”، داعيًا الهيئة الوطنية للانتخابات إلى التحقيق في الأمر، ومناشدًا “كل من يعنيه الأمر التدخل لوقف هذا التدهور”.
رد ياسر عمر: فيديو قديم وسياق مختلف
النائب ياسر عمر لم يلتزم الصمت طويلًا، وسارع بالرد في تصريحات خاصة لـ”نافذة”، مؤكدًا أن الفيديو قديم ويعود إلى انتخابات مجلس النواب عام 2020. وقال:”هذا المقطع تم اجتزاؤه بشكل فج. كان المقصود به أن مستقبل وطن كيان قوي ومنظم وله وجود واسع على الأرض، وليس المعنى الحرفي أن الحزب أصبح الدولة.”
وأضاف:”هل من المعقول أن يخرج حزب ببيان رسمي ضد فيديو عمره خمس سنوات؟ هذه سقطة سياسية. كان الأولى بهم التحقق قبل إصدار بيان بهذه القوة.”
وتابع:”نحن سنظل داعمين للدولة المصرية، وهذا أمر لا نخجل منه. أما الترويج للفيديو الآن فهو من قبل حاقدين على نجاح الدولة المصرية وحزب مستقبل وطن.”
وختم قائلًا:”هل ينكر أحد أن مستقبل وطن هو أقوى حزب في مصر من حيث التنظيم والشعبية؟ نحن موجودون بقوة على الأرض، وهذا ما يزعج البعض.”
“المصري الديمقراطي يعلن المشاركة في الانتخابات رغم رفض النظام الانتخابي.. ويهاجم تصريحات ياسر عمر”
وكان الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي قد أكد أن قرار المشاركة يأتي رغم رفضه للنظام الانتخابي الحالي، وانتقاده للتضييق الملحوظ الذي يشهده المناخ السياسي في الفترات الأخيرة، وكذلك اعتراضه على عدد من التشريعات المنظمة للعملية الانتخابية.
وأوضح الحزب في بيان له، أن المشاركة في الانتخابات، بما في ذلك القائمة الوطنية، تمثل محاولة جادة للتمسك بخيار التغيير السلمي الديمقراطي، القائم على الحوار بين مختلف الأطراف السياسية، لتجنب دخول البلاد في مشروعات “عبثية خطيرة” على غرار ما تشهده المنطقة، على حد وصفه.
وانتقد الحزب تصريحات النائب ياسر عمر، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، والتي ألقاها خلال مؤتمر دعائي لمرشحي الحزب، قائلاً إن حديثه بأن “الحزب ليس حزبًا بل دولة” يمثل “تصريحًا خطيرًا ومعيبًا”، معتبرًا أن هذا المفهوم “يقزم الدولة ويحصرها في حزب وسلطة”، رغم أن الدولة تضم السلطات الثلاث ومؤسساتها وأحزاب الموالاة والمعارضة والمجتمع المدني.
وأشار الحزب إلى أن النائب المذكور لوّح بحرمان القرى التي لن تنتخب حزبه من الخدمات، واصفًا ذلك بـ”تهديد صريح للناخبين” ومخالفة واضحة لقواعد العملية الانتخابية. وطالب الحزب الهيئة الوطنية للانتخابات بالتحقيق في الواقعة، داعيًا إلى وقف ما وصفه بـ”التدهور الخطير الذي يهدد ما تبقى من الحياة السياسية”، محذرًا من تأثير هذه السياسات على نزاهة الانتخابات المقبلة.
موعد انتخابات مجلس الشيوخ
وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات، موعد انتخابات مجلس الشيوخ، حيث يبدأ تصويت المصريين بالخارج أولا، يومي 1 و2 أغسطس القادم، بينما يصوت المصريين في الداخل يومي 4 و5 أغسطس.
وحددت الهئية أيضا فترة الصمت الانتخابي، حيث تبدأ يوم 31 يوليو الجاري، اعتبارا من الساعة 12 صباحا قبل يومين من تاريخ الاقتراع.
وأعلنت الهيئة عن القائمة النهائية للمرشحين فى انتخابات مجلس الشيوخ، برموزهم الانتخابية، والتي تضمنت 428 مرشحًا علي النظام الفردي منهم 186 مرشحًا مستقلا و 242 مرشحًا عن الأحزاب السياسية، وقائمة واحدة في كل من الدوائر المخصصة لنظام القوائم، تحت اسم القائمة الوطنية من أجل مصر.
هذا وتواصل الأحزاب السياسية تكثيف نشاطها الانتخابي في مختلف المحافظات، من خلال عقد المؤتمرات الجماهيرية والندوات التعريفية ببرامجها وخططها للفترة المقبلة، في إطار الاستعدادات لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 المقرر انطلاقها مطلع الشهر المقبل. وتحرص الأحزاب المشاركة، سواء ضمن القائمة الوطنية أو المنافسة على المقاعد الفردية، على استعراض رؤيتها لتعزيز التمثيل البرلماني ودعم المشاركة السياسية، مع التركيز على الملفات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية التي تمس حياة المواطنين. حيث تقدم الأحزاب وعودا حول برامجها، بيمنما ينتظر المواطنون ما إذا ستكون الأحزاب فاعلة بشكل حقيقي أم أنها مجرد