كتبت بسنت السيد
في تصعيد جديد من الجانب الصيني لمقاومة الضغوط الأمريكيةوبفرض رسوم جمركية على الصين حذر أكبر مسؤول دبلوماسي صيني دول “بريكس” من الرضوخ للتهديدات الأميركية بفرض رسوم جمركية، في وقت تلمّح فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى احتمال استخدام أدوات تجارية جديدة للضغط على بكين.
الصين تعتزم الاستمرار في سياسة عدم الرضوخ
دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال اجتماع مجموعة دول “بريكس”،إلى عدم الرضوخ مؤكدا إن سياسة الاسترضاء لن تؤدي إلا إلى تشجيع “المتنمر”في إشارة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داعياً مجموعة دول الأسواق الناشئة إلى الوقوف في وجه الرسوم الأميركية.
ويرى الخبراء والمحللون للمشهد أن هذه التصريحات الحازمة تكشف عن نوايا الصين التى تعتزم مقاومة الضغوط التي تهدف إلى دفعها للدخول في محادثات تجارية، وذلك في وقت يشير فيه وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إلى إمكانية أن تحظر واشنطن صادرات معينة إلى الصين كوسيلة لتعزيز نفوذها.
المساومة بورقة الرسوم الجمركية
وصرح وانغ في كلمته بالبرازيل قائلا : “لقد استفادت الولايات المتحدة الأميركية لفترة طويلة استفادة هائلة من التجارة الحرة، لكنها تذهب الآن إلى حد استخدام الرسوم الجمركية كورقة مساومة لفرض رسوم باهظة على جميع الدول. إذا اختار البعض التزام الصمت أو المساومة أو التراجع، فلن يؤدي ذلك إلا إلى دفع المتنمر للتمادي في أفعاله”.
دعوة وانغ المجتمع الدولي للدفاع عن النظام التعددى
تبدو دعوة وانغ للمجتمع الدولي مساعي الصين لتصوير نفسها باعتبارها حامية للتجارة الحرة، في وقت تهدد فيه الرسوم الأميركية بإعادة تشكيل التجارة العالمية.
كما طالبت بكين مراراً وتكرارا حلفاءها للدفاع عن النظام التعددي، مطالبة الحكومات الأخرى بعدم إبرام صفقات مع الرئيس الأميركي على حساب المصالح الصينية.
الكرة في ملعب الصين
وتأتي تصريحات وانغ في وقت تصر فيه واشنطن على أن الكرة في ملعب بكين لخفض التصعيد. قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس إن الولايات المتحدة تملك “سلماً للتصعيد”، مشيراً إلى أن بلاده “حريصة على عدم الاضطرار إلى استخدامه”، في تعبير يعكس تزايد إحساس الإدارة الأميركية بضرورة دفع الصين إلى طاولة المفاوضات.
خفض حدة وتيرة التصعيد
أضاف بيسنت في مقابلة مع محطة سي إن بي سي (CNBC): ” كون الصين تعفي كل هذه البضائع من الرسوم يشير إلى أنها تريد خفض التصعيد”، مشيراً إلى تقارير عن قيام بكين بتعليق رسوم جمركية بنسبة 125% على واردات أميركية تشمل المعدات الطبية، وتأجير الطائرات، وما لا يقل عن 8 منتجات مرتبطة بأشباه الموصلات.
تابع بيسنت قائلاً: “ما لم نقم به بعد هو التصعيد بفرض حظر على هذه البضائع أو منعها تجارياً، وهو ما يمكننا فعله إذا دعت الحاجة، من أجل الحصول على نفوذ أكبر”.
كثيراً ما نفت الصين انخراطها في أي محادثات تجارية مع الولايات المتحدة الأميركية، مطالبة في المقابل باحترام متبادل وإلغاء جميع الرسوم الجمركية كشرط مسبق لأي مفاوضات.
تقديم الدعم للمصدريين الصينين
واستمرارا لدعم المصدرين الصينين ، تعهّد المسؤولون الصينيون أمس بتقديم مزيد من الدعم للمصدرين المتضررين من الرسوم الأميركية، في خطوة تعكس تزايد الحاجة الملحة لحماية قطاع شكل ما يقارب ثلث نمو الاقتصاد خلال العام الماضي.