كتبت بسمة هاني
في حديث خاص لموقع نافذة الشرق، تناول الدكتور حسان عليان، الباحث والمحلل السياسي من الضاحية الجنوبية لبيروت، تطورات المشهد الإقليمي والدولي في ظل السياسات الأميركية الأخيرة. واعتبر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب شكّل حالة سياسية جدلية تتأرجح بين التهديد والتسوية، وسط صراع مشاريع يعيد تشكيل ملامح الشرق الأوسط.
قال الدكتور حسان عليان، الباحث والمحلل السياسي في لبنان – الضاحية الجنوبية لبيروت، في حديث خاص لموقع نافذة الشرق، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتمتع بشخصية مثيرة للجدل، تتسم بـ”الكاريزما” والحضور اللافت، إضافةً إلى امتلاكه ثلاث شخصيات متباينة تظهر تباعًا في مواقفه السياسية:
شخصية حادة وحاسمة
شخصية مرنة تلعب على التسويات
وأخرى تُظهره كـ”رجل سلام”
السلام بالقوة: تناقضات الخطاب الترامبي
وأشار الدكتور عليان إلى أن ترامب منذ ولايته الأولى أطلق شعارات مثل “السلام بالقوة” و”أمريكا أولاً”، التي تُظهر ازدواجية في خطابه بين السلمية والتصعيد. فبينما كان يصرّح بعدم وجود خلاف مع إيران في بدايات التصعيد، سرعان ما بدّل نبرته وبدأ بتوجيه تهديدات وتصريحات نارية، خاصة بعد حادثة الهجوم على منشآت إيرانية.
تلاعب بالخطاب وتحالفات مريبة
وأوضح عليان أن ترامب لعب دورًا خفيًا في تجهيز إسرائيل لمواجهة مباشرة، حيث كان هناك تنسيق مسبق وتوثيق استخباراتي بين الطرفين، وهو ما كشف عنه لاحقًا في خطابه التصعيدي، حيث أعطى إيران مهلة 60 يومًا للرضوخ إلى المفاوضات “دون شروط”، كما استخدم تعبيرًا يعود لفترة استخدام القنبلة النووية ضد هيروشيما.
صراع المشاريع في الشرق الأوسط
وشدد عليان على أن ما يجري اليوم في المنطقة هو صراع بين مشروع غربي صهيوني يسعى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق رؤية أحادية، وبين مشروع مقاومة تمثله إيران وحلفاؤها. فإسرائيل، بحسب عليان، كانت رأس الحربة في ترتيب هذا المسرح الدموي، بينما كانت أميركا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا أدوات تنفيذ.
المقاومة الإيرانية: ثقة وإصرار رغم التهديدات
وأكد أن إيران، رغم التهديدات الأميركية، بقيت ثابتة على مواقفها، بل ازدادت إصرارًا على استكمال برنامجها النووي والتسلّح الصاروخي، ما يُظهر، وفق تعبيره، تحوّلًا كبيرًا في الجغرافيا السياسية للمنطقة، حيث أصبحت إيران دولةً محورية بقدرات معتبرة إقليميًا ودوليًا.
الكذب الاستخباراتي: تضليل أميركي مكشوف
ونوّه عليان إلى أن التقارير الاستخباراتية الأميركية الأخيرة، التي حاولت تصوير انتصار مزعوم على إيران، كشفت حجم الكذب والتضليل الإعلامي الممارس من الإدارة الأميركية، التي وصفها بأنها “تسعى لصنع إنجازات وهمية لإرضاء الناخب الأميركي الداخلي” في ظل تراجع شعبيتها.
نتنياهو وترامب: نرجسية وادعاء النصر
كما قارن بين أسلوب ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اللذين يعمدان إلى تصوير أنفسهم كـ”صناع نصر”، رغم فشلهم في تحقيق أهداف ملموسة من الحروب المتتالية في المنطقة، خاصة ضد إيران ومحور المقاومة.
إيران: واقع جديد ومعادلات جديدة
واختتم الدكتور عليان حديثه بالتأكيد على أن إيران اليوم تفرض واقعًا سياسيًا وعسكريًا جديدًا، وهي ماضية في تطوير صناعاتها النووية والصاروخية دون تأثر فعلي بالعقوبات أو التهديدات، معتبرًا أن الثبات الإيراني على المواقف هو في حد ذاته انتصار استراتيجي يعيد رسم معادلات المنطقة ويكشف هشاشة المشروع الأميركي – الصهيوني.