تصعيد إسرائيلي غير مسبوق على قطاع غزة وسط صمت دولي وعجز عربي

في ظل التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة، وتفاقم الكارثة الإنسانية في ظل صمت دولي وعجز عربي، تتعالى الأصوات الفلسطينية المطالبة بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان ومحاسبة الاحتلال. وفي هذا السياق، أجرى موقع “نافذة الشرق” حوارًا خاصًا مع الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الذي قدّم قراءة شاملة للمشهد الراهن، محذرًا من أن ما يجري في غزة هو جريمة مكتملة الأركان تستوجب تحركًا دوليًا تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

أيمن الرقب لـ”نافذة الشرق”: غزة تحت النار والعالم يتفرج… والعدالة قادمة لا محالة

قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في حديث خاص لموقع نافذة الشرق، إن الاحتلال الإسرائيلي بات يتمادى في عدوانه على الشعب الفلسطيني، مستغلًا حالة الصمت الدولي، والعجز العربي عن اتخاذ أي خطوات رادعة أو قرارات فاعلة تضع حدًا لهذا الإجرام المتواصل بحق المدنيين في قطاع غزة.

عجز دولي وبيانات لا تتجاوز حدود الإدانة

وأشار الدكتور الرقب إلى أن المجتمع الدولي يقف عاجزًا أمام ما وصفه بـ”الوقاحة الإسرائيلية” في استهداف الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن المواقف الدولية، حتى الآن، لم تخرج عن دائرة الأمنيات والتمنيات والإدانات الشكلية. وأوضح أن معظم الدول، بما في ذلك فرنسا، اكتفت بإصدار بيانات تطالب الاحتلال بالتهدئة، لكنها لم ترفق هذه البيانات بأي إجراءات عملية، أو تهديدات قانونية، أو حتى خطوات ديبلوماسية ضاغطة، مما شجع الاحتلال على المضي قدمًا في ارتكاب مزيد من الجرائم.

قصف متواصل واستهداف ممنهج للمدارس والمستشفيات

وشدد الرقب على أن ما يحدث في قطاع غزة يتجاوز حدود أي منطق إنساني، إذ تتعرض المدارس والمستشفيات لقصف مباشر، في وقت يعاني فيه السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، إلى درجة توصف بـ”المجاعة الفعلية”.

وأضاف أن آلاف العائلات باتت عاجزة عن تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة، وهو ما يُنذر بانهيار إنساني شامل في القطاع المحاصر.

تهجير قسري ومناطق بلا مأوى

ونوّه إلى أن الاحتلال أقدم، خلال الساعات الماضية، على توجيه أوامر بإخلاء المناطق الشرقية من قطاع غزة، والتي تشكّل أكثر من نصف مساحة القطاع، في ظل قصف متواصل لم يتوقف خلال اليومين الماضيين. وأوضح أن آلاف العائلات اضطرت للنزوح باتجاه المناطق الغربية، رغم أنها تفتقر لأي أماكن آمنة أو مراكز إيواء، الأمر الذي جعل من عملية التهجير مأساة إضافية تضاف إلى سجل الجرائم اليومية.

الموقف العربي: بيانات تشيد وتستنكر دون أفعال

ولفت الرقب إلى أن الموقف العربي لا يزال حبيس دائرة التصريحات والخطابات الرنانة، مشيرًا إلى أن القمة العربية الأخيرة لم تخرج بأي قرارات عملية توقف المجازر التي تُرتكب يوميًا بحق الشعب الفلسطيني.

وأكد أن الشعوب العربية تنتظر من قادتها موقفًا سياسيًا حازمًا، وليس مجرد “استنكار” و”إشادة” بالصمود، دون قرارات تفعّل أدوات الردع الدولية.

دعوة لتفعيل البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة

وشدد الدكتور الرقب على أن المرحلة الراهنة تتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي تحت مظلة البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بما يسمح باتخاذ إجراءات ملزمة لوقف العدوان، بما في ذلك فرض العقوبات ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية، خاصة أن كل ما يُمارسه الاحتلال يتعارض بشكل صريح مع بنود القانون الدولي الإنساني.

وعود أمريكية فارغة ومساعدات لم تصل

وأشار إلى أن الولايات المتحدة وعدت سابقًا بإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، إلا أن الواقع يُظهر خلاف ذلك تمامًا، إذ لم تدخل سوى شحنات محدودة جدًا، لا تلبي سوى احتياجات جزء ضئيل من السكان، مؤكدًا أن ما تم إدخاله لا يتجاوز عينات تجريبية من المساعدات، في وقت يعاني فيه القطاع من شلل شامل في البنية التحتية الصحية والغذائية.

ثقة بالمستقبل الاحتلال سيُحاسب مهما طال الزمن

واختتم الدكتور أيمن الرقب حديثه بالتأكيد على أن كل الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين لن تسقط بالتقادم، وأن هناك فصلًا قادمًا من فصول العدالة التاريخية، سيتم خلاله محاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي على ما ارتكبوه من جرائم. وقال: “نحن نُعد لهذا اليوم، ونثق أنه سيأتي، لأن التاريخ لا يرحم، والقانون الدولي لا يُسقط الجرائم ضد الإنسانية مهما طال