كتبت بسمة هاني
في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، أثارت الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على إيران مخاوف جدية من انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة. وفي حديث خاص لموقع نافذة الشرق، حذّر الدكتور عبد الله نعمة، الباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي اللبناني، من تداعيات هذه العمليات على استقرار الشرق الأوسط.
قال الدكتور عبد الله نعمة، دكتور العلاقات الدولية والباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي اللبناني، في حديث خاص لموقع نافذة الشرق، إن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، والتي حملت اسم “عملية الأسد الصاعد”، لم تكن موجهة فقط ضد إيران كدولة، بل استهدفت بصورة مباشرة الجهود الإقليمية والدولية الرامية للحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ومنع تدهور الأوضاع الأمنية فيها.
عرقلة المبادرات الدولية وتفجير مساعي التهدئة
ولفت نعمة إلى أن هذه العمليات العسكرية جاءت في توقيت بالغ الحساسية، حيث كانت العديد من المبادرات والوساطات الدولية قد قطعت شوطاً متقدماً في سبيل التوصل إلى حلول واقعية تُجنب شعوب ودول المنطقة خطر الانزلاق نحو حرب شاملة.
وأشار إلى أن تل أبيب تسعى من خلال هذه الاعتداءات إلى تقويض تلك المساعي وإفشال أي تقدم دبلوماسي يمكن أن يفضي إلى تهدئة الأوضاع، خاصة على خط طهران واشنطن.
إيقاف المفاوضات وتصعيد متبادل قد يتوسع
وأوضح أن الهجوم الإسرائيلي الأخير تسبب بشكل مباشر في وقف المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد المتبادل.
وأضاف أن إسرائيل تعتبر ما تقوم به حرباً وجودية، ولن تتوقف عن عملياتها في وقت قريب.
وشدد على أن الاعتداءات المتبادلة قد تستمر لأسابيع، وربما تتوسع جغرافياً في حال قررت إيران الرد من خلال استهداف القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة. وأكد أن إسرائيل، بدورها، لن تتردد في الاستمرار في هجماتها، معتمدة على نفس الاستراتيجية التي اتبعتها في حربها مع حزب الله في لبنان.
احتمالات توسع الصراع: من لبنان إلى اليمن
ونوّه نعمة إلى أن أي رد من حزب الله من داخل الأراضي اللبنانية قد يفتح جبهة جديدة في الصراع، ما يعني دخول لبنان بشكل مباشر على خط المواجهة. كما لم يستبعد احتمال انخراط جماعة الحوثيين في اليمن بشكل أوسع في استهداف إسرائيل، مما يزيد من احتمالات تصعيد شامل على مستوى الإقليم.
دعوة لتحرك دولي عاجل
وأكد نعمة في ختام حديثه على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل وفاعل من أجل منع إسرائيل من تنفيذ أجندتها التي باتت واضحة، وتنذر، إذا استمرت، بعواقب وخيمة على كامل منطقة الشرق الأوسط. وقال إن وقف هذا التصعيد يتطلب موقفاً دولياً موحداً قبل أن تتدهور الأوضاع بشكل غير قابل للاحتواء.