كتبت بسنت السيد
ساعات تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، وعن يوم عرفة،،ذلك اليوم الذى ينتظره مليارات المسلمين في شتى أنحاء الأرض للتضرع بالدعاء والصيام والعمل الصالح وذبح الأضاحى في سبيل الله ،ولكن هذا اليوم مختلف في دولة المغرب حيث عطل الملك محمد السادس فيها شعيرة ذبح الأضاحي مما أثار حفيظة المغاربة الذين انقسموا إلى مؤيد ومعارض ،فما الداوعى التى جعلت ملك المغرب يتخذ هذا القرار الملكى بمنع ذبح الأضاحي هذا العام ؟
قرار ملكى بتعطيل شعيرة ذبح الأضاحي
بعدما أصدر الملك محمد السادس ملك المغرب قراراً ملكيا في فبراير من هذا العام ،بعدم أداء شعيرة ذبح الأضاحى نتيجة للتراجع الكبير في أعداد الماشية وتداعياته السوسيو-اقتصادية.
حيث إنقسم المغاربة إلى مؤيد لهذا القرار الملكي “حرصا على المصلحة العامة”، بينما يرى فريق معارض أنه مازال متمسكابهذه الشعيرة كطقس دينى يمارسونه في عيد الأضحى من كل عام ، ووسط غياب أي تشريع جنائي مجرم ، تطرح عدة تساؤلات بشأن احتمالات ملاحقة السلطات المغربية للمخالفين لهذا القرار
الملك يذبح نيابة عن شعبه
وذكرت وسائل إعلام مغربية : “ما صرح به أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية،بالمغرب حيث نقل رسالة الملك التى قال فيها:”من منطلق الأمانة المنوطة بنا، كأمير للمؤمنين والساهر الأمين على إقامة شعائر الدين وفق ما تتطلبه الضرورة والمصلحة الشرعية، وما يقتضيه واجبنا في رفع الحرج والضرر وإقامة التيسير، والتزاما بما ورد في قوله تعالى: ’وما جعل عليكم في الدين من حرج‘، فإننا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة”.
وأكد وزير الأوقاف أن الملك اختار أن يقوم بذبح الأضحية “نيابة عن الشعب المغربي استناداً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ذبح كبشين وقال: “هذا لنفسي وهذا عن أمتي”
ماهى تداعيات القرار على أسواق الماشية في المغرب؟
وفقا لما نقلته عدد من وسائل الإعلام المغربية،فقد قررت السلطات المحلية إغلاق أسواق الماشية ببعض المناطق، بينما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر مصادرة أضاحي العيد من بعض محلات بيعها، مبررة ذلك بـ “محاولات التحايل على الإرادة الملكية”.
وشهدت حركة الأسواق والبيع ركودا ، لكن رغم ذلك اختار البعض ذبح الأضاحي قبل موعد العيد بأيام خشية الملاحقة أو المنع.أما آخرون، فيعتزمون التذرع بمناسبات احتفالية أخرى لتبرير حقهم في اقتناء الأكباش وذبحها.ونتيجة الإقبال السريع قبل غلق الأسواق مما أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم بشكل ملحوظ مما جعل عددا من المغاربة يستاءون
المغرب يعانى إجهادا مائيا
ومن جانبه قال وزير الزراعة المغربي مبرراً القرار الملكى بمنع ذبح الأضاحي هذا العام
إلى أن المغرب يعاني إجهادا مائيا شبه هيكلي مما انعكس على تفعيل القوانين الملكية للحد من آثار الجفاف
وفي نفس السياق اعتبر المحامي المغربي امبارك المسكيني، أن التوجيه الملكي ينسجم تماما مع السياق الراهن، كما اعتبره متماشيا مع روح شعيرة الأضحية. حيث رفع الحرج والمشقة عن فئات محتاجة ، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار، إذ أن اقتناء أضحية بات مكلفا للمواطن المغربي ما يشكل حرجا اجتماعيا بالغا
ومن ناحية أخرى أكد المسكينى أن هذا القرار يأتي بعد إنهيار في إعداد القطيع من جراء تداعيات الجفاف.
مشيراً إلى أنه من الناحية الشرعية فإن “مقصد الشريعة قد تحقق من خلال نيابة الملك بصفته أميرا للمؤمنين عن أمته في أداء هذا الركن. لافتا إلى ضرورة التفريق بين الدين باعتباره معتقدا، ومظاهر التدين التى تختلف من شخص لآخر
ومن ناحية أخرى يرى المسكينى المحامي المغربي من وجهة نظره ،عدم وجود حاجة إلى نص تشريعي صريح، فالمكانة الرمزية للملك تُضفي على توجيهاته طابعا إلزاميا. ويعتقد أن التعامل مع المخالفين سيَسِمُه الكثير من الليونة والتفهم، نظرا لحساسية الموضوع وطابعه الديني والاجتماعي”وفقا لتصريحات إعلامية للمصدر .
سنوات من الجفاف
وبحسب تقارير رسمية قدرت حجم الآثار السلبية الناجمة عن 6سنوات عانى فيها المغرب من الجفاف مما أدى إلى فقد عدد كبير من فرص العمل في قطاع الزراعة حيث تراجعت الثروة الحيوانية من الماشية والأغنام بنسبة وصلت إلى %38 هذا العام، مقارنة بآخر إحصاء قبل تسع سنوات.مما أدى إلى نقص المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف الحيوانية إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في المغرب، الذي يتجه إلى الاستيراد لتلبية احتياجاته المحلية من الماشية والأغنام واللحوم الحمراء.وفقا الإحصاءات الرسمية في المغرب
وفقا لما ذكره وزير الزراعة أحمد البواري فإن قلة كمية الأمطاربالمملكة خلال السنوات الأخيرة تسبب في ضرر كبير للقطاع الزراعي ما دفع السلطات إلى فرض قيود على ماء الرى..
تدابير مستقبلية لدعم الثروة الحيوانية
وقال البواري في تصريحات إعلامية إنه في إطار برنامج تنمية الثروة الحيوانية، سيتم تخصيص ثلاثة مليارات درهم في عام 2025 و3.2 مليار درهم بدءاً من العام المقبل لتدابير تشمل تخفيف وإعادة جدولة ديون مربي الماشية وكذلك دعم الأعلاف.
وأضاف أن الحكومة تعتزم أيضا تقديم مساعدات للمربين الذين لا يذبحون إناث الماشية، إلى جانب الحملات البيطرية وتحسين السلالات والتلقيح الاصطناعي.
الجفاف ليس وحده السبب
ليست هذه المرة الأولى التي يُطلب فيها من المغاربة عدم ذبح أضاحي العيد، فقد سبق للملك الراحل الحسن الثاني أن أصدر قرار مماثلا في أعوام 1963 و1981 و1996 لأسباب مختلفة.
ففي عام 1963، أعلن العاهل المغربي الراحل إلغاء شعيرة النحر بسبب ما يعرف بـ “حرب الرمال” بين المغرب والجزائر والتي أثرت على الوضع الاقتصادي للبلاد.أما سبب إلغاء شعيرة الذبح عام 1981، فارتبط بموجة الجفاف الشديد الذي أصاب البلاد وأدى إلى نفوق الكثير من الماشية، تماما مثل سنة 1996، حين وصلت موجة الجفاف ذروتها سنة 1995 والتي أعلنتها الحكومة سنة كارثة وطنية.
ما رأي الدين هل يجوز للحاكم تعطيل الشعيرة الدينية بأوامر ملكية ؟
وبعدما أصدر الملك محمد السادس قراره بمنع ذبح الأضاحي هل هذا القرار جائز شرعاً ؟؟!!.
يقول الأستاذ الدكتور عطية لاشين عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف في حديثه لموقع نافذة الشرق بعد الحمد لله رب العالمين قال تعالى في القرآن الكريم :”وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا”
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة” كلكم يدخل الجنه إلا من أبى قالوا ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال :”من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى” .
وتابع ، فضيلة الشيخ عطية لاشين ،فإن الأضحية شرعة قديمة وشعيرة منذ ديانة سيدنا ابراهيم عليه السلام جاء ذكرها في القرآن بما يفيد قدم العهد بها وأنها ليست وليدة الإسلام الذي بعث من أجله خير الأنام صلى الله عليه وسلم قال المولى الكريم بشأن العهد القديم الأضحية:” وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم”.
وأشار ،عطية ،ولما جاء الإسلام على يدي نبينا خير الأنام الذي هو دين نبينا إبراهيم عليه السلام قال تعالى :”ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ” أكد شعيرة الأضحية التي هي من قديم الزمان فقال الرحيم الرحمن : “لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم “وقال سبحانه إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر “.
وأوضح عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف لنافذة الشرق”أن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم و ما جاء بمشروعيته القرآن فقال صلى الله عليه وسلم :” من كان ذا سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا “
مؤكداً بقوله أن من أنكر أمرا جاء به كتاب الله وأكدته سنه النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم كان على خطر عظيم وكان على شفا جرف هار يكاد أن يهوي به في النار وبئس المصير والقرار .
وتابع مستشهداً بحديث شريف ،سئل سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن الصلاة في السفر؟ فقال: ركعتان فمن خالف السنة فقد كفر.
وأوضح أنه بالررغم من أن رخصة القصر بسبب السفر أمر يخير فيه الإنسان إن شاء أتم صلاته وإن شاء قصرها بسبب السفر ولم يقل أحد بكفره شريطة أن يكون عدوله عن القصر إلى الإتمام غير راجع إلى إنكاره أمرا جاء بمشروعيته القرآن وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
أما إذا اختار الإتمام على القصر لإنكاره القصر فهذا أمره خطير ويتوعد بالعذاب الأليم والاثم العظيم.
وقياسا. كذلك على الأضحية يخير الإنسان بين فعلها وعدم فعلها وإن كان قادرا على فعلها ولا يخرجه عدم فعلها عن الإسلام شريطة أن يؤمن بأنها شعيرة من شعائر الإسلام
وأما ما زعمه من أصدر هذا القانون بأنه ضحى عن نفسه وضحى عن شعبه فكان شعبه في حل من عدم التضحية فهذا افتراء وتخرص واختلاق إذ أن الذي فعل ذلك سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس هو بمحمد النبي الموحى إليه حتى يفعل ذلك كما أن تضحيه النبي صلى الله عليه وسلم عمن لم يضح من أمته لم يسقط الأضحية عن أمته بالإضافة كما قلت إن هذا من خصوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزاحمه أحد فيه ولا يدعي ذلك لنفسه.