حوار: علياء الهواري
في مدينة الإسكندرية، وتحديدا داخل أروقة المعرض الدولي المصري الروسي “الدفاع عن الوطن”، حيث التقى الشرق بالغرب، وتداخلت عدسات المصورين مع ألوان الفنانين، كان للمصور المصري الشاب محمد أبو عوف بصمة مختلفة ، مشاركته لم تكن مجرد صورة في معرض دولي، بل رسالة مرئية تحمل بين طياتها هوية وطن وتحالفات عابرة للزمن.
العمل الذي قدمه لم يكن تصويرًا فوتوغرافيا وتقليديا، بل فنًا رقميًا “ديجيتال آرت” يمزج بين الحس الفني والدقة التكنولوجية ، صورة تحاكي الواقع بعدسة من الخيال، وتُعيد تشكيل المشهد برؤية معاصرة تعكس العمق الرمزي للرسالة.
في هذا الحوار، يحدثنا محمد أبو عوف عن كواليس مشاركته، وما وراء كادر الصورة من مشاعر ورسائل
في البداية، احكِ لنا عن الصورة التي شاركت بها في المعرض وما الرسالة التي أردت إيصالها من خلالها؟
الصورة كانت لقاء بين رمزين كبيرين: الجندي الروسي والفرعون المصري ، لم تكن مجرد لقطة عابرة، بل محاولة بصرية للربط بين الحاضر والماضي، بين التحالفات العسكرية الحديثة كالتعاون المصري الروسي، وجذورنا التاريخية العميقة في الدفاع عن أرضنا.
والفرعون في الصورة لم يكن تمثالافقط، بل رمز لحضارة علمت العالم معنى القوة، أما الجندي فكان شاهدًا على شراكة استراتيجية بين شعوب.
كيف وقع عليك الاختيار للمشاركة في معرض دولي بهذا الحجم؟ وهل شعرت أن عملك يمثل مصر فنيًا؟
تم اختياري عن طريق مديرة المركز الثقافي الروسي، بعد مشاركات سابقة لي في فعاليات دولية خلال العامين الماضيين ،والناس شعرت في الشغف، وأنا صدقت أن الفن مشهد أعمق من كونه مجرد عمل جميل الفن تمثيل وطن وآمنت أن لدي القدرة على تقديم صورة تليق باسم مصر الغالى ، وتعكس هويتها الثقافية، وتوصل رسالتها للعالم دون الحاجة إلى ترجمة.
العنوان الرئيسي للمعرض هو “الدفاع عن الوطن” من وجهة نظرك، كيف يمكن للصورة أن تكون أداة مقاومة أو دفاع؟
الصورة ليست مجرد لقطة بل طلقة توعية و ذلك في زمن يضيع فيه الحق وسط ضجيج وسائل التواصل والضباب الإعلامي، تظل الصورة هي التي تقف لتقول: “أنا رأيت” والكاميرا أحيانًا تكون أقوى من الرصاص، لأنها تُخلد اللحظة وتكشف المستور والصورة تحكي وعندما ينسى الجميع، تظل هي الشاهدة على الحقيقة.
هل لاحظت فرق في التفاعل مع صورتك بين الجمهور الأجنبي والمصري؟
بالتأكيد، كان هناك فرق كبير،الجمهور الأجنبي يقترب من الصورة بعقله؛ يحللها، يبحث عن رموزها، كأنها خريطة لكنز بصري ،أما الجمهور المصري، فيراها بقلبه يشعر بها دون حاجة لكلمات، خاصةً عندما تحتوي على ملامح من الوطن أو وجع مألوف ، والأجانب يفككون شفرة الصورة، بينما المصريون يسمعون صوتها. وهذا ما يجعل لكل نظرة معناها، ولكل تفاعل قيمته الخاصة.
هل ترى أن الصورة الفوتوغرافية تحصل على حقها كفن مستقل في مصر؟ وما الذي ينقص المصورين؟
للأسف، لا. في مصر، الصورة ما زالت لا تُعامَل كفن مستقل كثيرون يرون المصور كمن “يلتقط صورة جميلة”، لا كفنان يرسم بعدسته.
ما ينقص هذا الامر ؟
الدعم، والاعتراف الرسمي، والمساحات التي تتيح للمصوّرين الخروج إلى النور ونفتقر إلى المعارض، إلى القوانين التي تحمي حقوق المصوّرين، وإلى مؤسسات تحتضنهم ،ويجب أن يدرك الناس أن الصورة ليست مجرد كادر، بل حالة وجدانية توثّق الألم، وتحفر الفرح، وتصنع ذاكرة وطن.
وما هي مشاريعك القادمة؟ وهل تخطط لتوجيه عدستك نحو قضايا محلية أو إنسانية؟
أنا الان في منتصف الطريق… اعتقد ان هناك حكايات كثيرة تنتظرني، واوجهه تناديني لتصويرهاو مشروعي “حكاوي الشارع” مستمر، لأني ارى فيه نبض الناس، ووجعهم، وفرحتهم المختفيه كما اننى أسلط كامل تركيزي أكثر على القضايا الاجتماعية العدسة تكون مراية تفضح، ونافذة تكشف، وسلاح إنساني قبل ما يكون فني.