كتبت بسمة هاني
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار الحرب في غزة، تبرز ملامح تباين في المواقف بين إسرائيل والإدارة الأمريكية.
وفي هذا السياق، يقدم الدكتور نبيل ميخائيل، المحلل السياسي في واشنطن، قراءة معمقة حول طبيعة هذه الخلافات وأبعادها المستقبلية.
قال الدكتور نبيل ميخائيل، المحلل السياسي والباحث في الشؤون الأمريكية بواشنطن في حديث خاص لموقع نافذة الشرق، إن تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لا تعكس فقط تباينًا داخل الساحة السياسية في إسرائيل، بل تشير بوضوح إلى وجود خلافات عميقة بين حكومة نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخاصة فيما يتعلق بموقف كل طرف من الحرب الدائرة في غزة.
ترامب يرى الحرب كارثة إنسانية
ولفت ميخائيل إلى أن ترامب بات يعتبر ما يحدث في غزة مأساة إنسانية حقيقية، ولا يتفق مع الرؤية الاستراتيجية التي تروج لها الحكومة الإسرائيلية. كما أشار إلى أن ترامب، على الرغم من مواقفه التقليدية الداعمة لإسرائيل، قد لا يتبنى بالكامل نهج تل أبيب التصعيدي في غزة.
أوروبا وأمريكا من يسبق في الخلاف مع إسرائيل؟
وأوضح ميخائيل أن تساؤلًا مهمًا يطرح نفسه في هذا السياق: “من هي الجهة التي ستدخل أولًا في صدام مباشر مع إسرائيل حول ضرورة إنهاء الحرب؟ هل ستكون أوروبا أم الولايات المتحدة؟” وتوقع بروز خلافات شاملة بين إسرائيل والعالم الخارجي، بما في ذلك الإدارة الأمريكية الحالية وقيادة الحزب الجمهوري، بسبب استمرار نزيف الدم الفلسطيني دون بوادر حقيقية لوقف إطلاق النار.
ترامب قد يفوض آخرين للتصريح بموقفه
ونوّه ميخائيل إلى أن ترامب ربما يتجنب الإدلاء بتصريحات مباشرة بشأن هذه الخلافات في الوقت الحالي، مفضلا تفويض شخصيات قريبة منه مثل نائبه أو وزير الخارجية المفترض ماركو روبيو، للتعبير عن مواقف تشير إلى وجود تباين أمريكي إسرائيلي بخصوص الحرب.
أزمة تسليح إسرائيلية يجب الانتباه لها
وأكد ميخائيل وجود نقطة حساسة يجب أن تلتفت إليها وسائل الإعلام، وهي أن الحكومة الإسرائيلية لا تملك حاليا ميزانية كافية لدعم وزارة الدفاع في ما يتعلق بإنتاج أو شراء أو استيراد طائرات مسيرة هجومية (درونز) مشيرًا إلى أن التمويل المخصص لذلك قد نفد بالفعل ما قد يعيق خطط إسرائيل العسكرية المستقبلية.
تعقيد في العلاقة مع واشنطن
وشدد ميخائيل على أن استمرار الحرب في غزة بالإضافة إلى احتمال مواجهة مباشرة مع إيران، قد يؤدي إلى تعقيد العلاقات التقليدية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
كما أوضح أن هذا الوضع قد يثير شكوكًا كبيرة داخل الرأي العام الأمريكي، بما في ذلك تيار “اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا” (ماجا) الذي يدعم ترامب بقوة.
إسرائيل وإيران… صراع متجدد وبرنامج نووي مثير للقلق
وأشار ميخائيل إلى أن إسرائيل تسعى إلى جولة جديدة من التصعيد مع إيران، على خلفية محاولات طهران إعادة إحياء برنامجها النووي.
وأكد أن أي تصعيد في هذا الملف قد يُزيد الأمور تعقيدًا، خاصة إذا حاولت إسرائيل فرض رؤيتها السياسية والأمنية على إدارة ترامب المحتملة في حال فاز بالانتخابات، سواء عبر رفض وقف إطلاق النار في غزة أو التصعيد في الملف النووي الإيراني.