محمد صفوت
ما زال CR7 وهو في عمر الاربعين عاما وأربعة شهور وثلاثة أيام يحطم منافسيه بالتسجيل واصبح الاحتفال الشهير “SIU” بمثابة صيحة رعب لكل من يحاول الوقوف أمام طموحه اللامحدود.
أنه الدون الذي فرح كل محبي كرة القدم لقيادته منتخب بلاده للفوز بدوري الأمم الأوروبية أكثر من الفرحة بفوز منتخب البرتغال نفسه بعد أن اصبح أكبر لاعب يسجل في تاريخ البطولة بعمر 40 عاما و123 يوما.
أربع مباريات مثيرة في مرحلة الختام لدوري الأمم الأوروبية:
نتائج البطولة في مرحلة الحسم كانت مثيرة للغاية ففازت البرتغال على ألمانيا صاحبة الأرض في نصف النهائي الأول بعد أن تمكن سيليساو اوروبا من عمل ريمونتادا ولا أروع إذ عوضوا تأخرهم بهدف إلى فوز بهدفين لهدف ، الاول بإمضاء كونسيساو من خلال لقطة بديعة والثاني صنعه نونو مينديش أفضل ظهير ايسر في العالم وسجله كريستيانو رونالدو هداف البطولة برصيد ثمانية أهداف.
وفي نصف النهائي الثاني كانت احلى مباريات البطولة بين الماتادور الثائر والديك الفرنسي المتحمس ، أجمل ما في المواجهة أن منتخب اسبانيا تقدم اولا برباعية صريحة لكن مبابي الحائز على الحذاء الذهبي للدوريات الأوروبية سجل الهدف الاول للزرق وبعدها تألق الظاهرة يامين لامال مسجلا الهدف الخامس لابناء المدرب لويس دي لا فوينتي لكن الثورة الفرنسية الكروية أثمرت ثلاثة أهداف متتالية بدأها المهاري ريان بن شرقي بهدف ولا اروع ، وجبة كروية عالية الاثارة انتهت بفوز بطل امم اوروبا السابقة على وصيف كأس العالم الأخيرة بنتيجة خمسة مقابل أربعة.
وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع تفوقت فرنسا على ألمانيا بثنائية نظيفة في مباراة تألق فيها مبابي بتسجيل الهدف الاول وصناعة الثاني من خلال هجمات مرتدة سريعة استغل فيها الديوك تقدم المانشافت للهجوم المكثف غير المنظم ، الغريب في الأمر أن المنتخب الألماني هاجم بشراسة على الدفاعات الفرنسية واضاعوا أكثر من فرصة ليظهر عدم وجود المهاجم القناص لدى أصحاب الأرض وكما قال كتاب كرة القدم في صفحة الإثارة الكروية “من يضيع يستقبل”
أما مباراة الأضواء فكانت المباراة النهائية والتي تعادل فيها المنتخبين الاسباني والبرتغالي بهدفين في كل شبكة ، افتتح زوبيمنيدي سجل المباراة التهديفي لصالح لاروخا وعادله نونو مينديش بهدف أظهر فيه قدراته الهجومية العالية في المرور السريع والتسديد بقوة ودقة لكن بيدري نجم برشلونة صنع الهدف الثاني للماتادور بإقتدار وكان شرف التسجيل لنجم ريال سوسيداد أويارزابال.
لكن الأسطورة كريستيانو رونالدو كسر الارقام وحطم الشباك مسجلا هدف التعادل في الشوط الثاني ، وفي ضربات الترجيح سجل البرتغال كل ركلاته الترجيحية الخمسة بينما أضاع موراتا ركلة الترجيح الرابعة للمنتخب الملقب بأسم ليكيب دور أي الفريق الذهبي ، وبهذا انتهت ملحمة ركلات الترجيح بخمسة مقابل ثلاثة للمنتخب البرتغالي الملقب باسم “الملاحون”.
نونو مينديش قاطرة تجمع ما بين السرعة والمهارة والرشاقة:
وفي ذروة إعجاب العالم بإنجاز رونالدو كان من الواجب تسليط الضوء على الظهير البرتغالي نونو مينديش الذي اختير كأفضل لاعب في المرحلة النهائية لدوري الأمم الأوروبية فهو ثاني افضل صانع في إجمالي البطولة برصيد خمسة تمريرات حاسمة فضلا عن كونه صنع هدف الأنتصار أمام ألمانيا لزميله رونالدو في نصف النهائي بعد غزوة هجومية اعتدناها من اليساري السريع للغاية وبعدها نال لقب رجل المباراة أمام إسبانيا في النهائي لمستواه الرائع دفاعيا وهجوميا فسجل هدفا ولا اروع بطريقة “من يمكنه إيقافي؟” وتمكن ايضا باقتدار دفاعي من إيقاف خطورة يامين لامال أمهر لاعب في العالم حاليا وتوج ذلك بتسجيل ضربة جزاء ترجيحية.
ما جعل اغلب خبراء الكرة العالمية يلتفتون لموهبة ظهير باريس سان جيرمان الخارقة حينما نجح سابقا في مراقبة محمد صلاح في خلال مباراة دور ثمن النهائي لدوري أبطال اوروبا إذ تمكن خلال 120 دقيقة داخل موقعة ملعب آنفيلد من تنفيذ 4 تدخلات دفاعية ناجحة وشتت الكرة 7 مرات وقطع التمريرات في 8 مناسبات.
وبعدها بدأت الأضواء تتركز على الظهير المتألق دفاعيا والذي يقود جبهة يسرى تقتحم كل المنافسين سواء مع منتخب بلاده البرتغال أو مع فريقه باريس سان جيرمان.
اللافت أن نونو مينديش تمكن مع زملائه الثلاث البرتغاليين جواو نيفيس وفيتينيا وجونزالو راموش خلال ثمانية أيام فقط لا غير في تحقيق ثنائية تاريخية لقب دوري ابطال اوروبا مع فريقهم المشترك باريس سان جيرمان ولقب دوري الأمم الأوروبية مع منتخب بلادهم البرتغال.
وبالعودة إلى أرقام رونالدو نجدها تحتاج إلى كتاب إحصائي كبير اسمه لائحة شرف رونالدو ومنها :
- الاكثر تسجيلًا في تاريخ كرة القدم الأوربية برصيد 938 هدف كما صنع 288 هدف.
- أكثر لاعب سجل أهداف في مباريات دولية برصيد 138 هدف منهم 86 هدف بعد سن الثلاثين.
- حقق 36 بطولة في مسيرته الكروية منها الثلاث بطولات الوحيدة في تاريخ البرتغال وكلها بقيادته.
- فاز بالكرة الذهبية 5 مرات وبجائزة “الأفضل” أو The best في 3 مناسبات.
- عميد لاعبي العالم بلعبه 221 مباراة دولية.
- اكثر من سجل بتاريخ دوري الابطال برصيد 140 هدف
- أكثر من سجل بتاريخ اليورو 14 هدف
- أول لاعب يحقق الهداف في ثلاث دوريات كبرى واربع دوريات مختلفة
- هداف مونديال الاندية التاريخي برصيد سبعة أهداف.
- هداف تصفيات اليورو التاريخي برصيد 38 هدف.
- أكثر لاعب سجّل ثلاثة بنحو 66 ثلاثية؛ حيث سجّل 56 هاتريك منها مع الأندية والعشرة الباقية مع المنتخب.
ويعلق الصحفي الرياضي محمد الشافعي ورئيس تحرير بقناة النيل للرياضة على النهائي:
“أكدت البرتغال تفوقها القاري من جديد، بعدما استعادت لقب البطولة الذي حققته في عام 2019، بفوز مثير على إسبانيا بركلات الترجيح، مساء الأحد في ميونيخ ، ورغم أن الأضواء كانت مسلطة قبل المباراة على النجوم الصاعدين، وعلى رأسهم الشاب لامين يامال (17 عامًا)، فإن كريستيانو رونالدو، وكما جرت العادة، لم يفوّت الفرصة لإثبات حضوره القوي ،في وقت انشغل فيه الجميع بالحديث عن الجيل الجديد، عاد النجم المخضرم ليخطف الأضواء مجددًا، مؤكدًا أن الخبرة لا تزال تصنع الفارق في أعلى المستويات.
وتابع الشافعي حديثه قائلا : ” كل من تابع المباراة خرج فخورًا، ليس فقط بسبب تتويج البرتغال، بل أيضًا بسبب الأداء الأسطوري لكريستيانو رونالدو، الذي يثبت في كل مرة أن العمر مجرد رقم. فعلى الرغم من بلوغه الأربعين، لا يزال يدهش الجميع بإصراره، ولياقته، وقدرته على التأثير ، إنه ببساطة أسطورة لن تتكرر بسهولة وتستحق كل الاحترام “.
مقارنة ظالمة بين تاريخ رونالدو وطموح يامال :
وبالرغم من حديث اغلب الخبراء على أن يامال سيحطم رونالدو في النهائي لكن الدون قال أثناء حمله الكأس: “سيفوز يامال بالكثير من الألقاب، سواء الجماعية أو الفردية، عمره لا يتجاوز 18 عامًا ، يامين لامال ظاهرة، لكن يجب تركه وشأنه، أمامه مسيرة طويلة جدًا، ومن المؤكد أنه سيفوز بدوري الأمم مرات عديدة”.
المثير في المقارنة الظالمة أن رونالدو قبل ولادة يامال في يوليو 2007 كان قد اختير افضل لاعب في الدوري الانجليزي الممتاز موسم 2007/2006 بعدما قاد فريقه مانشستر يونايتد للقب الدوري الأنكليزي الممتاز وقبلها قاد منتخب بلاده البرتغال لوصافة يورو 2004 والمركز الرابع في كأس العالم 2006.
في نهاية دوري الأمم الأوروبية تأكدت قدرة البرتغال بقيادة مدربها الاسباني روبرتو مارتينيز في عمل مزيج رائع بين الخبرة والشباب وقوة اسبانيا في خلق جيل شاب سيأكل الأخضر واليابس أوروبيا وعالميا بينما ظهرت فرنسا مع مدربها ديشامب كمنتخب مرعب هجوميا وهزيل دفاعيا أما المنتخب الألماني بقيادة المدرب الشاب ناجلزمان فهو منتخب مجتهد لا يملك المهاجم الخارق وأصبح ظلا شاحبا لأجيال كانت تحطم كبار أوروبا على طريقة الماكينات التي لا تعرف التوقف سوى بالتسجيل في الشباك والمنافسين.
شعار “الدون” عندما يتفوق الطموح والشغف على عقبات تقدم العمر، يصبح العمر مجرد رقم في السجلات الرسمية لا تعترف به الملاعب ولا صاروخ ماديرا.
قالوا عن CR7 : ” انتهى مهنيا ” .. فرد عليهم بتحطيم الأرقام تحطيما.
قالوا: ” كبر عمريا ” .. فرد عليهم بالأهداف التي لا تنضب.
شكرا يا رونالدو لأنك أكدت مقولة “لا يحقق النجاح من لا يملك طموحاً ويعترف بعقبات تقدم العمر