سيناء – محمود الشوربجي
ودّع أهالي مدينة العريش في شمال سيناء، اليوم الخميس، أحد أبرز روّاد الأدب السيناوي الشاعر زكريا حمدان الرطيل في جنازة مهيبة انطلقت من مسجد أبوبكر الصديق ليوارى جثمانه الثرى في مقابر مدينة العريش الرئيسية.
وحضر الجنازة رموز الأدب السيناوي والمفكرين وعدد من القيادات الطبيعية والنشطاء والأهالي، ليودعوه إلى مثواه الأخير، بعد سيرة ومسيرة أسس خلالها نادي الأدب بمدينة العريش وأثرى حركة الفكر وقدم أبيات الشعر لـ سيناء ومصر والوطن العربي.
ورحل الشاعر، زكريا حمدان الرطيل الفالوجي، عن عمر ناهز 77 عامًا، وهو من مواليد 5 يوليو 1948، في مدينة العريش شمال سيناء.
وقال محمد أبوعيطة، الباحث السيناوي، أن سيناء الشمالية ودّعت اليوم الشاعر السيناوي زكريا الرطيل، بعد أن ترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة الأدب، إذ كان أحد المبدعين الصامتين من أبناء عريش مصر على ساحل المتوسط، ينطق فيضه الشعر دون صخب، ويؤسس بالكلمة حضورًا خالدًا.
وأضاف أبوعيطة، أن الراحل كان أحد رواد الحركة الأدبية في سيناء، ومن المساهمين في بناء تشكيلاتها وكياناتها الرسمية.
من ناحيته، أكد الشاعر والناقد الأدبي حاتم عبدالهادي السيد، خلال حديثه لـ «نافذة الشرق» فجعنا صباح اليوم بنبأ وفاة شاعر سيناء الكبير زكريا حمدان الرطيل، الشاعر الطيب المحترم، الذي عاش حياة هادئة، عندما يتكلم يكاد أن تسمعه، لكنه حين يلقي الشعر يكون أسدًا هصورًا.
وأردف عبدالهادي، هو شاعر لا يشق له غبار، يتمسك بعمود الشعر من وزن وقافية، ولفظا ومعنى، ويقدم قصيدته دون غموض، بل تسير القصيدة عنده بسلاسة ويسر، في تناغم هارموني بديع؛ مضيفًا أنه كتب شعر العامية، وبعض الأغاني، وله عدة دواوين شعرية مطبوعة، وبعض الكتب المخطوطة عبارة عن مقالات في حب اللغة العربية، وحب الوطن، وغيرها.
كما أوضح عبدالهادي، أن الراحل كان يتحلى بطيبة لم أعهدها في أحد في سيناء، وبحسن خلق، وخفة حضور، وثراء معنى؛ إذ ورث شاعرنا عن والده محبة القرآن، وكيف لا ووالده رحمه المولى قد أسس – منذ الخمسينات – أول كُتَّاب معروف لتحفيظ القرآن الكريم : كتاب الشيخ حمدان الرطيل، و جيل آبائنا يذكر ذلك ، رحمهم المولى عز وجل.
وتميزت كتابات الشاعر الراحل بالروح الوطنية، فقد كتب الكثير من القصائد في حب مصر، وسيناء، وعاش مخلصا للشعر، ومحبا للجميع، إنه شاعر من الزمن العتيق، شاعر يحب الجميع، وينشر الحب، ويكتب الوطن قصيدة خالدة تجري في شرايينه.