سُلاف فواخرجي :ما حدث معي من نقابة الممثلين في سوريا ضريبة احترامي وتقديري لبشار الأسد
محمد صفوت
في الثاني من يونيو أزاحت دار الأوبرا المصرية الستار عن تمثال الأسطورة أسمهان الأطرش ، وحضر الاحتفال فيصل فؤاد الاطرش ابن شقيق أسمهان والفنان أحمد شاكر عبد اللطيف والمذيعة الشهيرة بوسي شلبي والمطرب أركان فؤاد واللواء طارق مهدي رئيس المجلس الوطني للإعلام وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة سابقا.
واستحوذت على الأضواء خلال الحفل النجمة السورية سُلاف فواخرجي لأنها جسدت دور الأسطورة أسمهان في مسلسل السيرة الذاتية للنجمة العملاقة في ثلاثينات واربعينيات القرن الماضي ، المسلسل تم إنتاجه عام 2008 لكنه ما زال يستحوذ حتى الآن على نسب مشاهدة عالية.
أيضا لا يمكن تجاهل القرار المُزَلزِل فنيا بشطب قيد الفنانة سُلاف فواخرجي من سجلات نقابة الممثلين السورية وذلك بتوقيع نقيب الفنانين السوريين مازن الناطور حينما استند إلى القانون الذي يجيز شطب الأعضاء في حال “الخروج عن أهداف النقابة”.
وجاء الشطب بسبب ما وصفه البيان بـ”إنكار الجرائم الأسدية” و”التنكر لآلام الشعب السوري”.
وحين سؤالنا للفنان السوري المخضرم جمال سليمان عن رأيه في فصل الفنانة سُلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا قبل أيام قليلة حينما تم تكريمه في الأوبرا فرد قائلًا: “كنت بتمنى السيدة سلاف تكون أدركت بمرور الوقت حجم الجرائم التي ارتكبها النظام السوري، وإذا كان في شيء لم يعجبها بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد فهذا نتيجة سياسات النظام نفسه، حكاية الفصل من نقابة الفنانين أنا لا احبها و أرفضها كليا ، لأنه تم فصلي من النقابة سابقا نتيجة رأي أو موقف ، والحقيقة أنا لا ولن اوافق على ما قالته سولاف تأييدا للنظام السابق واختلف معه بالمطلق، لكن بنفس الوقت أتمنى يكون عندنا بلد اسمه سوريا ، وأتمنى سُلاف تبقى عايشة بسوريا وتقول هذا الكلام ولا يمسها بسوء نتيجة خلاف في التوجهات السياسية”.
النجمة السورية سُلاف فواخرجي لم تعلق إعلاميا أو صحفيا بعد القرار ولم تظهر في أي مناسبة بعدها لذا اقتنصنا هذا الحوار معها في دار الأوبرا وعبر الهاتف بعدها لسؤالها عن هذه الواقعة التي أثارت جدال غير عادي في الأوساط الفنية السورية بينما تعاطف معها كل المنتمين للوسط الفني في مصر .
لماذا قامت نقابة الفنانين السوريين بشطب قيد الفنانة سُلاف فواخرجي من سجلاتها ؟
هذا أجمل شيء حصل في حياتي لأنني وجدت حب غير عادي من كل المحيطين بي في مصر ولهذا قررت الإقامة بشكل كامل في مصر وأتمنى العيش فيها بقية حياتي والآن أقوم بعمل تصريح العمل من نقابة الممثلين المصرية وأنا أثق في وقوف القائمين على الشؤون الفنية المصرية بجانبي في أوقاتي الصعبة لأن مصر أحتضنتني بينما نقابة الممثلين في سوريا شطبتني .
دفعت في سوريا ضريبة التصريحات التي أدليت بها مؤخرا ورفضت فيها وصف بشار الأسد بالطاغية وقلت على احمد الشرع رئيس المرحلة الأنتقالية ، أنا لم أدافع عن بشار الأسد كشخص، ولكن كنت أدافع عند سيادة الدولة، لأن كان بمثابة صمام أمان للدولة لمدة 14 عاما منذ اندلاع الثورة ، بالإضافة لاحترامي المواقف التي قام به تجاه البلد لأن سوريا كانت في وضع جدا ممتاز في الفترة بين 2000 إلى 2011.
حينما تحدثتي عن مصر خلال تكريمك أحسست بتأثرك الواضح وكنتي على وشك البكاء لماذا ؟
أنا مصرية الانتماء والهوى منذ فترة طويلة من الزمان ، انا مصرية من غير إقامة ومن غير أوراق لأن مصر في قلبي ، الإنتماء والحب لمصر لا يحتاج اوراق.
الحب الذي أراه هنا هو أكبر كنز في حياتي ، الدفء والحب الذي لمسته خلال إقامتي في مصر لا يمكن وصفه ، احتضان مصر للفنانين والمبدعين العرب ليس بالأمر الجديد، بل هو سمة تاريخية أصيلة تتميز بها أرض الكنانة على مر العصور.
وقالت في هذا السياق: “إن احتضان مصر لجميع الناس والفنانين والمبدعين على طول التاريخ، ولكل العرب، ليس شيئًا غريبًا أو جديدًا بالنسبة لي، ولكنه أمر مفرح ومهم للغاية”.
كما عبرت عن تأثرها البالغ بالمحبة الصادقة التي تغمرها من الشعب المصري، واصفةً إياها بالكنز الثمين الذي تعتز به. وأضافت موضحةً: “هذا الحب الذي رأيته طوال عمري وما زلت أراه في كل وقت هو نابع من شعب لا يعرف إلا أن يحب. إن هذا الحب الذي أجده هنا هو أكبر كنز في حياتي ، مكانة مصر الراسخة كحاضنة للثقافة والإبداع في العالم العربي، وعلى الروابط الأخوية العميقة التي تجمعها بأبناء الوطن العربي جمعاء”
ماذا تقولين كممثلة قديرة أديتي دور أسمهان ببراعة وجسدتي تمثيليا الأسطورة الغنائية أسمهان وذلك في يوم إزاحة الستار عن تمثالها بالأوبرا المصرية ؟
طبعا أنا احب أسمهان وطالما قمت بتمثيل شخصيتها فهذا يعني أنها كانت في فترة من حياتي هي انا وأنا هي ، احبها واحترم مسيرتها الفنية التي كانت قصيرة جدا على صعيد السنوات لكنها تمكنت من حفر أسمها كقيمة عظيمة وصوت سماوي ساحر لا يتكرر ، حتى المسلسل بالنسبة لي إنعطاف مهم في حياتي.
بعد إقامتك في مصر ما هي احلامك الفنية داخل أرض الكنانة ؟
أريد تقديم ادوار حلوة تليق بي وبكل من يرى أنني ممثلة شاطرة ، اتمنى ببساطة أن أصل لحب الجمهور على الدوام ، طماعة في الفن واحب اعمل كل الأدوار ، هذا شغفي وهوايتي والعمل فيه يسعدني دوما فطموحي دائما أعمل كل حاجة حلوة.
تأمل سُلاف فواخرجي في حضن مصر الدافيء وقت أزمتها بالحصول في اسرع وقت ممكن على تصريح العمل من نقابة الممثلين في مصر ليكون السؤال الساخن الذي ستظهر إجابته إلى الأوساط الفنية في مصر خلال الفترة المقبلة : هل يقف الدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية إلى جانب سُلاف فواخرجي في أزمتها على غرار اغلب أهل الفن في مصر والذين توسطوا شخصيا لها عند نقيب الممثلين لسرعة إنجاز الأمر ام يحاول النقيب الذكي أشرف زكي تأجيل موافقته عن التصريح وهو ما يعني ضمنيا رفضه تجنبا للدخول في خلافات غير مستحبة مع نقابة الممثلين السورية ؟؟؟؟؟