شتائم وفضائح بين ماسك وترامب فما القصة ؟

كتبت بسنت السيد
هل انقلب الملياردير إيلون ماسك على صديقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،بعد تهديدات إيلون ماسك بنشر فضائح متورط فيها الرئيس الأمريكي ترامب وقد تعصف بمستقبله وبقائه في منصبه !
يترقب العالم قصة الصراع المحتدم بين السلطة والمال في أسوأ صوره ،حيث انتهت العلاقة بين الحليفين ماسك وترامب بعد توجيه انتقادات حادة في حرب تراشق بالاتهامات شهدتها منصات التواصل الاجتماعي وأمام مسمع ومرأى الصحفيين في البيت الأبيض .
خيبة أمل ترامب في إيلون ماسك
بدأها ترامب عندما أعلن للصحفيين عن “خيبة أمله الكبيرة” في ماسك بسبب الانتقادات القاسية التي وجهها ماسك علنا ” لمشروع قانون الضرائب والإنفاق ” الذي قدمه الحزب الجمهوري.
ونشر ماسك في منشور على منصة “إكس ” ، أن ترمب ما كان ليفوز بفترة رئاسية ثانية دون مساعدته، وكتب قائلا : “يا له من نكران للجميل”. وفقا لما ذكرته بلومبيرج.
صراع المصالح القشة التى قصمت ظهر البعير
وفقا لتقرير نشر في بلومبيرج أكد أن الخلاف بينهما اشتعل عندما اتهم ترمب لماسك بمحاولة إفشال مشروع قانون الإنفاق، لأن إلغاء الإعفاءات الضريبية على المركبات الكهربائية سيؤثر بالسلب على صافي أرباح “تسلا”، بينما نفى ماسك التصريحات التي أدلى بها ترمب في المكتب البيضاوي، وتساءل ماسك عبر منشور له على منصة إكس قائلاً: “أين هذا الرجل اليوم؟”.
استطلاع للرأي لتأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة الأمريكية
تابع التقرير بل وصل الأمر بماسك إلى إجراء استطلاع للرأي بين متابعيه على منصة إكس ، مفاده هل يجب عليه “تأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة وبالفعل أجاب ما يمثل فعلياً 80% يريدون فعليا تأسيس حزب جديد”.
دعم ينقلب إلى انتقادات حادة
وكانت العلاقة بين ترمب وماسك في قمتها وقت حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، والتى كان حصادها هو انضمام ماسك إلى الإدارة الجديدة مستهدفاتقليص البيروقراطية الفيدرالية، في منصب يتماشى مع المصالح التجارية لقطب التكنولوجيا، فيما تتوافق توجهاته السياسية مع فكر آخرين في الإدارة الجديدة، مثل روس فوت، مدير مكتب الإدارة والميزانيةبحسب بلومبيرج.
وحول هذا الصراع يصف الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي في حديث خاص لنافذة الشرق قائلا:”هو صراع “حليفي الأمس عدوي اليوم مشيرا إلى أن هذا المشهد يتكرر فيه صراع المصالح وتغير الولاءات، ردّ بعدما إتهم ماسك السلطات صراحة بعدم نشر ملفات جيفري إبستين، زاعمًا أن اسم الرئيس دونالد ترامب مذكور فيها، وهو ما أشعل فتيل النقاش العام حول الشفافية والعدالة.
وأضاف سلامة ،إنها حكاية “حليفي الأمس عدوي اليوم” تتجسد في أبهى صورها؛ فلطالما كان إيلون ماسك شخصية مؤثرة في الساحة الأمريكية، تارة مقربًا من الدوائر السياسية، وتارة أخرى منتقدًا لاذعًا لها.
اليوم، يبدو أن خطوط المعركة قد رُسمت من جديد، وباتت الفضائح تُنشر جهارًا نهارًا، لتكشف عن طبقات متراكمة من الأسرار التي طالما ظلت حبيسة الأدراج.
وتابع سلامة ،إن تصريحات ماسك، وإن كانت مثيرة للجدل، إلا أنها تسلط الضوء على تساؤلات جوهرية حول السلطة والمساءلة.
تسارع وتيرة المعلومات واختفاء الخصوصية
وأكد أستاذ القانون الدولي أنه فى عالم اليوم تتسارع فيه وتيرة المعلومات، وتتلاشى فيه حدود الخصوصية، يصبح المطالبة بالكشف عن الحقائق أمرًا لا مفر منه. هذه الملفات، إن صح ما قاله ماسك، ليست مجرد وثائق؛ إنها مرآة تعكس خفايا القوة، وتكشف عن شبكات قد تكون تغلغلت في أعماق المجتمع، لتطرح سؤالًا حارقًا: إلى أي مدى يمكن أن تظل الحقيقة محجوبة، وكم من الوقت يمكن للأسرار أن تصمد أمام رياح التغيير العاتية؟

وأشار إلى أنه في خضم هذا المشهد المتلاطم، يبقى الرهان كبيرًا على قدرة الأنظمة على مواجهة التحديات بشفافية، وعلى شجاعة من يجرؤون على كشف المستور. فالحقيقة، وإن تأخرت، لا بد أن تظهر، و”الفضائح تُنشر جهارًا نهارًا” لتُعلي من شأن العدالة، حتى وإن اضطر “حليفي الأمس” أن يصبح “عدوي اليوم”.
كلفة كبيرة لخفض الإنفاق
وينهي الخلاف رحلة مليئة بالتقلبات استمرت 11 شهراً منذ دعم ماسك لترمب في يوليو 2024. أنفق ماسك مئات ملايين الدولارات لانتخاب ترمب والجمهوريين في 2024، وعندما فاز الرئيس السابق والجديد على كامالا هاريس في انتخابات نوفمبر، لجأ إلى ماسك لقيادة جهود ترمي إلى تقليص حجم الحكومة ونطاق عملها.
ماسك وتقليص الجهاز البيروقراطي
بدأ ماسك يشق طريقه في تقليص الجهاز البيروقراطي الفيدرالي، بينما أصدر ترمب وابلاً من الأوامر التنفيذية، يهدف كل منها إلى تفكيك الدولة الإدارية بوتيرة بات البيت الأبيض يطلق عليها اسم “سرعة ترمب”.
مع ذلك، إحراز التقدم السريع في تنفيذ أولويات المحافظين كان له كُلفة دفعها ماسك، الذي شهد انخفاض ثروته الصافية بسبب تلطيخ سمعته داخل البلاد وخارجها، بسبب تحركاته السياسية وارتباطه بترمب، من بين أسباب أخرى.
انخفاض ثروةماسك
وبحسب ما تشير إليه التقديرات فإن ثروة ماسك ، انخفضت 64.1 مليار دولار منذ بداية العام، بحسب البيانات التي جمعها مؤشر “بلومبرغ” للمليارديرات، مما يمثل أكبر خسارة دفترية يتكبدها أي من أغنى 500 شخص في العالم.ما يزيد الخطر على ثروة ماسك أن مشروع قانون ترمب سيلغي بعض الحوافز الضريبية المهمة التي دعمت أداء شركاته.