ضربة إيران في قطر.. هل تُنذر بتهديد غير مباشر لحركة الملاحة في قناة السويس؟

كتبت: نورهان فوزي
في تطور جديد في خريطة التصعيد للمنطقة العربية ، وجهت إيران ضربة صاروخية لقاعدة “العديد” الجوية الأميركية في قطر، في ما وصفته مصادر عدة بأنه رد رمزي على الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، ليبقى السؤال الأهم: هل لهذا الهجوم أي تأثير فعلي على قناة السويس والملاحة البحرية؟
الضربة الرمزية: لا خسائر ولا تصعيد فعلي
بحسب خبير الشؤون الإقليمية والإيرانية ، الذي تحدث لـ “نافذة الشرق”، فإن “ضرب إيران لقاعدة العديد هي ضربة رمزية لحفظ ماء الوجه أمام الشعب الإيراني، والرد المعلن على الضربة الأمريكية”.
ويشير إلى أن الضربة تم تنسيقها مسبقًا مع الجانب الأميركي، وأن قطر كانت على علم مسبق بالهجوم، ما يفسر “صفرية” الخسائر البشرية والمادية، كما أكدت ذلك تقارير “رويترز” نقلًا عن مسؤولين أميركيين
التأثير على قناة السويس: الصراع أوسع من مجرد ضربة
ويوضح الخبير أن الضربة نفسها لا تحمل أي تأثير مباشر على مصر أو قناة السويس، لكن يشير إلى أن الصراع الأشمل في المنطقة، الممتد من غزة إلى البحر الأحمر، وما يتضمنه من استهداف الحوثيين لسفن الملاحة، هو ما يضغط على حركة العبور في القناة، منذ أشهر.
ويضيف: “الأثر السلبي الحقيقي يظهر إذا تم التصعيد بشكل أكبر، خصوصًا إذا تم تهديد مضيق هرمز أو إغلاقه، أو توسعت المواجهة إلى جبهات أخرى بالخليج”.
تحذيرات مصرية متكررة
لطالما حذرت مصر من اتساع رقعة الصراع في الخليج والبحر الأحمر، خشية أن تنعكس تلك الاضطرابات على أحد أبرز مصادر الدخل القومي: عائدات قناة السويس. حيث أن أي اضطراب في أمن الممرات البحرية سيدفع شركات الشحن إلى اعتماد طرق بديلة، ما قد يُقلل من حركة المرور في القناة.
مسرحية سياسية؟
واختتم الخبير تحليله بلهجة نقدية، معتبرًا أن “تقديم ترامب الشكر لإيران على إخطارها المسبق ما هو إلا جزء من مسرحية هزلية يُراد بها تصدير صورة للداخل الإيراني بأن النظام ما زال قويًا ويملك قوة الردع”، رغم أن المشهد الفعلي يظهر “حسابات دقيقة ومصالح متشابكة تمنع أي مواجهة مفتوحة”

قاعدة العديد في قطر: القلب العسكري النابض للولايات المتحدة في الشرق الأوسط
وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” تُعد قاعدة “العديد” الجوية في قطر، التي استهدفتها إيران مؤخرًا بضربة رمزية، واحدة من أكثر القواعد العسكرية الأميركية تحصينًا في المنطقة، وتضم نحو 10 آلاف جندي أميركي، بالإضافة إلى قوات من الجيش القطري وسلاح الجو البريطاني.
أنشئت القاعدة عام 1996، وبلغت استثمارات قطر في تطويرها أكثر من 8 مليارات دولار. وقد تحوّلت خلال العقدين الماضيين إلى مركز إقليمي للقيادة المركزية الأميركية ومقر رئيسي لإدارة العمليات الجوية في 21 دولة تمتد من شمال شرق أفريقيا إلى جنوب آسيا.

أبرز أدوار القاعدة:
بعد هجمات 11 سبتمبر، أصبحت القاعدة محورًا للعمليات ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان.
استخدمت في حربي العراق وأفغانستان لتنسيق الغارات الجوية.
انطلقت منها غارات التحالف ضد تنظيم داعش في سوريا.
كانت نقطة الإجلاء الأساسية في انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021.
الإمكانات العسكرية:
تضم القاعدة:
أنظمة دفاع جوي متقدمة
مركز عمليات جوية مشتركة
مقرات لقيادة القوات الخاصة الأميركية
أنواع متعددة من الطائرات: مقاتلات، قاذفات، طائرات مسيّرة، وطائرات تزود بالوقود.
أهمية القاعدة:
تُعد “العديد” نقطة ارتكاز استراتيجية لبسط النفوذ الأميركي الجوي، ومصدر قوة ردع في منطقة الشرق الأوسط، ما يجعل استهدافها – حتى رمزيًا – رسالة سياسية وعسكرية ذات دلالة كبرى، وإن لم يُسفر عن خسائر.