ضربة استباقية وشلل كامل”.. خبير أمني يكشف كواليس تفكيك مخطط “حسم” الإرهابية

كتب: عبدالله عمارة

كشفت وزارة الداخلية عن تفاصيل عملية أمنية استباقية نجحت في إحباط مخطط إرهابي كانت تعد له حركة “حسم”، الذراع المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي تدير نشاطها من الخارج، خاصة من تركيا، بهدف زعزعة الاستقرار داخل البلاد.
وأوضحت الوزارة أن العناصر المتورطة كانت تخطط لاستهداف منشآت أمنية واقتصادية، عبر إدخال عناصر مدربة إلى الداخل المصري، بالتزامن مع حملة دعائية تتضمن مقاطع فيديو تروّج للعنف والدمار.
استهداف مباشر للمنشآت الأمنية والاقتصادية
وبيّنت وزارة الداخلية أن المخطط اعتمد على تسلل أحد عناصر “حسم” ويدعى أحمد محمد عبد الرازق أحمد غنيم إلى البلاد بطريقة غير شرعية عبر الدروب الصحراوية، عقب تلقيه تدريبات عسكرية متطورة في إحدى الدول المجاورة، مشيرة إلى أنه اتخذ من شقة بمنطقة بولاق الدكرور وكرًا لاختبائه استعدادًا لتنفيذ المخطط الإرهابي.
وأكدت أن القطاع الأمني تمكّن من رصد وتتبع تحركاته، وتحديد قيادات المخطط الإرهابي، وهم:

  • يحيى السيد إبراهيم محمد موسى
  • محمد رفيق إبراهيم مناع
  • محمد عبد الحفيظ عبد الله عبد الحفيظ
  • علاء علي علي السماحي
  • علي محمود محمد عبد الونيس
    وهم من القيادات الهاربة والمحكوم عليهم في قضايا إرهابية سابقة.
    تبادل إطلاق نار.. ومصرع إرهابيين
    أثناء تنفيذ عملية المداهمة فجر 7 يوليو، بادر العنصران الإرهابيان بإطلاق النار على القوات الأمنية بشكل عشوائي، ما أسفر عن مقتلهما، واستشهاد المواطن مصطفى أنور أحمد عفيفي، الذي تصادف مروره بمكان الحادث أثناء توجهه لصلاة الفجر، بالإضافة إلى إصابة أحد الضباط خلال محاولته إنقاذ المواطن.
    وضُبطت بحوزة الإرهابيين أسلحة نارية وذخائر، وتم إخطار نيابة أمن الدولة العليا التي تولت التحقيقات.
    العملية الاستباقية شلّت التنظيم ووأدت النشاط التدريبي
    من جانبه، أشاد اللواء رضا يعقوب، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، بالعملية الأمنية، مؤكدًا أنها كانت محكمة وتم تنفيذها بدقة شديدة بهدف الحفاظ على أرواح المواطنين.
    وأوضح اللواء رضا يعقوب أن “مجموعة استطلاع قامت برصد هذه المجموعة وتوجهت لمواجهتها، حيث تم تنفيذ هذه العملية بحيث لا يُضار مواطن مصري أو ممتلكاته، وهي عملية استباقية لوقف نشاط منظمة حسم”.
    الضربة أربكت الهيكل غير المؤسسي للتنظيم
    وأضاف يعقوب، في تصريحات خاصة لـ”نافذةالشرق”: “حينما يتم القبض على أحد أفراد هذه التنظيمات أو قياداتها، يحدث خلل في التنظيم لأنه غير مؤسسي، وإنما يقوم على إدارة فردية، فهذه العمليات الاستباقية تشل نشاط المنظمات الإرهابية”.
    العمليات الاستباقية تشلّ البيئة الإرهابية
    وقال خبير مكافحة الإرهاب إن “مثل هذه العمليات تؤدي إلى شلل كامل داخل التنظيمات، لأن هذه الجماعات لا تعتمد على تنظيم مؤسسي، وإنما تنظيم فردي، وعندما يُقتل الفرد أو قائد المجموعة، يحدث اضطراب داخلي كبير”.
    فيديوهات التدريب دليل على نية التنفيذ
    وأشار اللواء رضا يعقوب إلى أن “ضبط فيديوهات تدريبية بحوزة العناصر يؤكد أن التنظيم كان في مرحلة الإعداد الفعلي للتنفيذ، وأن العملية الأمنية الرائعة نجحت في وأد هذا النشاط في مهده، ومنعت تنفيذ أي عمليات إرهابية محتملة”.
    التنظيمات الإرهابية تتلقى دعمًا خارجيًا
    وأكد يعقوب: “كل هذه المنظمات تجد دعمًا خارجيًا وبيئة حاضنة خارج مصر، فبالنسبة للداخل تم القضاء على جميع مقراتها، لكن لا يزال هناك إمداد وتأمين خارجي نحاول التصدي له”.
    التنظيمات تفقد قوتها.. لكنها تبحث عن ملاذات آمنة
    واختتم يعقوب تصريحاته قائلاً: “نحن نواجه هذه التنظيمات ونقوم بوأدها، لكنها لا تزال تجد ملاذًا آمنًا بالخارج وأماكن تدريب، لذلك نحاول جاهدين وقف هذه العمليات الإرهابية، رغم الدعم الخارجي المستمر”.
    “حسم”.. ذراع العنف الإخواني
    تأسست حركة “حسم” عام 2016 كذراع مسلح لجماعة الإخوان الإرهابية عقب سقوطها من الحكم في 2013، وارتكبت عددًا من الجرائم، من بينها محاولة اغتيال مفتي الجمهورية الأسبق علي جمعة، وتفجير محيط معهد الأورام عام 2019 الذي راح ضحيته 22 شخصًا.
    ورغم تلقيها ضربات أمنية متلاحقة، واصل قادتها بالخارج، خاصة يحيى موسى، التحريض على تنفيذ عمليات داخل مصر تحت ما يُعرف بخطة “الحسم”، بالتنسيق مع جبهات إخوانية مثل “المكتب العام” و”تيار التغيير”.