كتبت : ضحى ناصر
عقد الإتحاد الأوروبي إجتماعاً عاجلاً، الثلاثاء، لبحث وقف الشراكة مع إسرائيل، وذلك بعد نحو إسبوع من إعلان وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، مشروعية الطلب المقدم من هولندا بشأن إعادة النظر في إتفاق الشراكة بين الإتحاد الأوروبي وإسرائيل.
جان نويل بارو : إتفاقية الشراكة بين الإتحاد الأوروبي و إسرائيل تنص على إحترام حقوق الإنسان
و أوضح بارو خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة “فرانس إنفو” وصحيفة “لوموند”، نقلتها صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية في موقعها على الإنترنت.
كما دعى بارو المفوضية الأوروبية إلى التحقيق في عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ أكثر من شهرين.
و أعاد بارو التذكير أن هولندا طلبت من المفوضية الأوروبية تحليل مدى إمتثال الحكومة الإسرائيلية للمادة الثانية من إتفاق الشراكة مع إسرائيل. وينص هذا الاتفاق على أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل تقوم على إحترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية.
كما أكد على أن “هذا طلب مشروع وأدعو المفوضية الأوروبية إلى دراسته”وردًا على سؤال عن تشكيك فرنسا في الاتفاق.
و أضاف “دعونا نرى التحليل الذي ستجريه المفوضية الأوروبية حول ما إذا كانت إسرائيل تلتزم بالمادة الثانية من هذا الاتفاق أم لا”.
الولايات المتحدة تهدد إسرائيل بالتخلي عنها
وفي ضوء التوترات التي تسود العلاقات الإسرائيلية الأمريكية نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن مصدر مطلع قوله إن أعضاء فى إدارة ترامب أخبروا إسرائيل بأن واشنطن ستتخلى عن الدولة العبرية إن لم تنه الحرب فى غزة.
و أضاف المصدر إن نتنياهو يستطيع إنهاء الحرب ومعه الأغلبية إن أراد ذلك، لكنه يفتقر للإرادة السياسية، مضيفا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي عمل على الترويج لفكرة إستئناف المساعدات فى إجتماع مجلس الوزراء الليلة قبل الماضية على أنها مجرد مسألة شكلية.
فيما صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية عن مصدر أوروبى قوله إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى سيناقشون، الثلاثاء، إمكانية تعليق إتفاقية الشراكة مع إسرائيل.
قادة بريطانيا وفرنسا وكندا أصدروا بيان للتنديد بسياسات إسرائيل
و أشارت صحيفة ” ذا صن البريطانية” أن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، قد هدد بإتخاذ “إجراءات ملموسة إضافية” إذا لم تتخلى إسرائيل عن خطتها “الصارخة” للسيطرة على غزة.
وفي بيان مشترك لاذع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، محاولة تصعّيدية للضغط على نتنياهو.
كما حَذّر البيان من أنه ما لم يُسمَح بدخول كميات وفيرة من المساعدات إلى غزة والتخلي عن خطط احتلال القطاع، فإن بريطانيا وكندا وفرنسا “لن تتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات محددة”.
وأضاف الزعماء الثلاثة: “لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الصارخة ، إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ المزيد من الإجراءات الملموسة ردًا على ذلك.
كما شدد البيان على أنه”يجب على إسرائيل وقف بناء المستوطنات غير القانونية التي تقوض قابلية بقاء الدولة الفلسطينية وأمن كل من الإسرائيليين والفلسطينيين”.
فيما سمحت السلطات الإسرائيلية لتسع شاحنات تابعة للأمم المتحدة محملة بالمساعدات بالدخول إلى غزة، حيث حذرت المنظمات الدولية من مجاعة وشيكة، هذه هي المرة الأولى منذ ١١ أسبوعًا التي يُسمح فيها بدخول الإمدادات إلى القطاع.
ووصف ستارمر قرار نتنياهو بالموافقة على إدخال كميات محدودة و”أساسية” من الغذاء إلى القطاع الساحلي بأنه “غير كافٍ إطلاقًا”.
واصفاً الأزمة الإنسانية التي تشهدها غزة بأنها “لا تُطاق”، مضيفًا: “لا يمكننا قبول صور الجوع، الجوع الجماعي”.
نتنياهو ينتقد بيان الثلاثي الأوروبي ويصفه بالجائزة الكبرى
من جهته فقد إنتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، البيان الصادر عن كل من بريطانيا وفرنسا وكندا بإتخاذها ضد إسرائيل.
و أعتبر نتنياهو أن بيان أن تصريحات بريطانيا وفرنسا وكندا بمثابة “جائزة كبرى” لحركة حماس.
و أضاف أن “إسرائيل توافق على رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب” لإنهاء حرب غزة.
وتابع: “نحث جميع القادة الأوروبيين على القيام بالمثل”.
و أختتم قائلاً: “يمكن للحرب أن تنتهي غداً إذا أفرجت حماس عن الرهائن وألقت سلاحها”.
وزير الخارجية البريطاني مايحدث في غزة تطرف خطير
هذا وكانت الحكومة البريطانية قد إستدعت، الثلاثاء، السفيرة الإسرائيلية لدى لندن تسيبي حوتوفلي، بشأن توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة.
بدور فقد أوضح وزير الخارجية البريطاني دافيد لامي إن توسيع إسرائيل العملية العسكرية “لا يمكن تبريره أخلاقياً. هذه ليست طريقة لإستعادة الرهائن”.
وأضاف أنه “لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ممارسات إسرائيل في غزة”، مؤكدا أن أسلوب إدارة اسرائيل لحرب غزة يضر العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وتابع في كلمته التي ألقاها أمام مجلس النواب: “ما يحدث الآن في غزة هو تطرف خطير وندينه بأقوى العبارات، حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تخطط لإجلاء الفلسطينين من منازلهم، وعدم توفير إلا أقل القليل من المساعدات لهم”.
وأشار إلى أنه ليس هناك أي مخزون للأغذية والأدوية على الإطلاق في القطاع.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني تعليق لندن مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل بسبب الوضع في غزة.
وفرضت المملكة المتحدة عقوبات على عدد من الأفراد والكيانات في الضفة الغربية المحتلة، قالت إنهم مرتبطون بأعمال عنف ضد الفلسطينيين.
رئيس الوزراء البريطاني: مستوى معاناة الأطفال في غزة لايحتمل مطلقاً
فيما هاجم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بشدة إسرائيل، مشيرا إلى أن مستوى معاناة الأطفال في غزة “لا يحتمل مطلقاً” وجدد دعوته لوقف إطلاق النار.
و أضاف ستارمر في كلمة له أمام برلمان: “أريد أن أسجل اليوم أننا مذعورون من التصعيد من جانب إسرائيل”.
ماكرون وكارني ينتقدان إسرائيل في بيان مشترك
وأعقبت تصريحات ستارمر إدانة لاذعة مشتركة من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، تمثل أحد أشد الانتقادات لحلفاء مقربين لتعامل إسرائيل في الحرب في غزة، وإجراءاتها في الضفة الغربية المحتلة.
وهدد القادة الثلاثة باتخاذ “إجراءات ملموسة” إذا لم توقف حكومة نتنياهو هجومها العسكري الجديد، وترفع قيودها على دخول المساعدات الإنسانية بصورة كبيرة.
ما سر إتخاذ الإتحاد الأوروبي هذا القرار في الوقت الحالي
يجيب عن هذا التساؤل في تصريحات خاصة لنافذة الشرق الباحث في العلاقات الدولية هاني الجمال.
الذي أوضح أن هذا القرار الذي إتخذته بريطانيا اليوم بتعليق الإتفاق الإستراتيجي مع إسرائيل يؤكد بأن أوروبا ماضيةً في إستخدام هذه الشراكة كورقة ضغط على إسرائيل والتي تخالف بدورها المادة الثانية من هذه العلاقة الإستراتيجية ، و التي تشدد على سلامة تعامل إسرائيل والدول الأعضاء مع حقوق الإنسان والتحولات الديمقراطية .
وأضاف وهو ما يبدو واضحاً في الملحوظة الثلاثية الصادرة عن بريطانيا وفرنسا وكندا، و التي ورد خلالها أن إسرائيل تنامى إليها أن تعتنها في إدخال المساعدات الإنسانية يؤثر بشكل كبير وقاطع في حياة الفلسطينين، وبالتالي فإن ما سمحت به إسرائيل المساعدات الإنسانية ليس كافياً لإتمام الحياة بطبيعتها في داخل قطاع غزة، و هو ما أدى إلى إتخاذ الإتحاد الأوروبي وبريطانيا على الأخص تلك الخطوات التصعيدية.
و أعتبر أن ذلك القرار يمثل ضغطاً كبيراً على إسرائيل التي ترتبط بشراكة تجارية كبيرة مع الإتحاد الأوروبي منذ عام 2000 حيث يبلغ الميزان التجاري بين الجانبين 31:24 لصالح إسرائيل، من شأنه التدليل على أن رفض أوروبا للممارسات الإسرائيلية من منع دخول المساعدات الإنسانية والطبية بل و إستصدار القرارات التي تهدف إلى قطع التعامل مع منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين الأونروا وغيرها من المنظمات المنخرطة في هذا الشأن بإعتبارها منظمات فلسطينية أو أوروبية هو رفض حقيقي وقاطع .
و نوهّ إلى أن زيارة الرئيس ماكرون لمصر و التي شاهد خلالها مدى التعنت الإسرائيلي في إدخال المساعدات الإنسانية المتواجدة في مدينة العريش فضلاً عن الأوضاع اللإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة هذا الصلف الإسرائيلي
و لفت الجمال إلى أن مثل هذا التحرك يعد نقل نوعية في مستويات الضغط الدولى على إسرائيل للتخلى عن هذا المنهج القائم على محاولات التهجير القسري وسياسة التجويع وإحداث التغيير الديموغرافي لقطاع غزة عبر تحويله إلى قطاعات منعزلة منفكة عن بعضها البعض و إحداث تغيير زمانى ومكاني في هذه المنطقة لصالح إسرائيل.
كما أشار إلى أن هذا التحرك الأوروبي يضع الحكومة اليمنية الإسرائيلية المتطرفة في موقف حرج، والتي يسعى زعيمها نتنياهو وعدد من وزراءه المتشددين الذين يعتبرون أن وقف الحرب خسارة لليمين الإسرائيلي وبالتالي يسعون إلى إستمرار هذه العمليات العسكرية الواسعة و توسعة رقعة الصراع من فلسطين إلى سوريا حتى لبنان و الأردن مروراً بالإشتباك مع الحوثيون وهو مايعنى بالتبعية توجيه ضربات لإيران ومن ثم تعدي تلك الحدود إلى سياق أوسع.
و أختتم الجمال بأن قرار الإتحاد الأوروبي جاء ليثبت كذب الرواية الإسرائيلية بأنها في حالة دفاع شرعي عن أمنها بينما هى وفقاً لقرارات الجنائية الدولية دولة معتدية وبحكم ماتنامى إلى الإتحاد الأوروبي حول إرتكاب إسرائيل مجازر ضد الأطفال والسيدات والمدنيين العُزل وهو مادفع دول كأسبانيا تطالب أيضاً بمنع التعاون الثقافي مع إسرائيل.
رد الخارجية الإسرائيلية
من جهتها فقد أصدرت وزارة الخارجية الإسرئيلية بيانا، الثلاثاء، رداً على الهجوم الحاد الذي شنه رئيس الوزراء البريطاني ووزير خارجيته ضد الممارسات الإسرائيلية في غزة وتعليق لندن مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين وفرض عقوبات على مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة واستدعاء السفيرة الإسرائيلية.
حيث إعتبرت الخارجية الإسرائيلية أن الحكومة البريطانية “مهووسة بمعاداة إسرائيل”.
و أضاف البيان: “حتى قبل إعلان، الثلاثاء، لم تُرز مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة أي تقدم من قبل الحكومة البريطانية الحالية. وأكثر من ذلك، فإن الاتفاقية كانت ستخدم المصلحة المتبادلة بين البلدين”.
وتابع البيان: “إذا كانت الحكومة البريطانية، بسبب هوسها المعادي لإسرائيل واعتبارات سياسية داخلية، مستعدة لإلحاق الضرر بالاقتصاد البريطاني، فذلك قرار يخصها وحدها”.
وفيما يتعلق بالعقوبات التي فرضتها لندن على مستوطنين، قال البيان إنها “غير مبررة ومؤسفة، خصوصا في وقت تواصل به إسرائيل الحداد على ضحية أخرى للإرهاب الفلسطيني، هي تسيلا غز، التي قتلت وهي في طريقها إلى غرفة الولادة. ولا يزال الأطباء يقاتلون من أجل إنقاذ حياة مولودها في المستشفى”.
وختم البيان الإسرائيلي بالقول: “انتهى الانتداب البريطاني قبل 77 عاما بالضبط، والضغوط الخارجية لن تبعد إسرائيل عن مسارها في الدفاع عن وجودها وأمنها في وجه أعداء يسعون إلى تدميرها”.