كتب: محمود أحمد
بعدما بدأت إسرائيل اليوم الثلاثاء، العملية العسكرية البرية في قطاع غزة، وأطلقت المرحلة الثانية من عربات جدعون2، بهدف السيطرة الكاملة على قطاع غزة، التي استخدمت فيها روبوتات مفخخة قبل دخول فرقتين من الجيش بريا للمناورة داخل المدينة، وأطلقت فيها زوارق حربية إسرائيلية النار شمال غربي مدينة غزة، والتي أيضا بدأ تنفيذها بعدما تمهيد الطيران الحربي الإسرائيلي لها بـ850 غارة على مدينة غزة خلال الأسبوع الماضي، تزايدت التساؤلات بشأن تداعيات هذه العملية على المنطقة وعن مراحلها وعن الأهداف الأخرى لنتنياهو من هذه العملية؟ وأيضا عن ردود الفعل الدولية تجاه هذه العملية.
أكد إبراهيم الدراوي، الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن كل ما يدور في عملية «عربات جدعون 2» هو انتهاك للقانون الدولي وانتهاك لحقوق الإنسان عملية تطهير عرقي ممنهجة.
وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن «عربات جدعون 2» على أربع مراحل شمال غزة ووسط غزة وجنوب غزة، وحشر المواطنين في منطقة المواصي ومنطقة رفح، وكل هذا لأجل تنفيذ عملية تهجير ممنهجة للفلسطينيين التي يريدها رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو.
وأشار إبراهيم الدراوي، إلى أن هدف الحرب على قطاع غزة، ليس إخراج المحتجزين الإسرائيليين من غزة وإنما قتل الفلسطينيين وإجبار الباقي منهم على التهجير القسري من غزة.
وأضاف الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن ردود الفعل الدولية على هذه العملية بدأت اليوم بإدانة بعض الدول لها وتهديد دول أخرى بقطع العلاقات مع إسرائيل إن لم تتم محاكمة نتنياهو في وقت قريب.
وأوضح أن هناك تهديدات أخرى من بعض المرشحين للانتخابات في الولايات المتحدة، لافتا إلى أن هناك من يهدد أنه إذا نجح سيجعل بنيامين نتنياهو محبوسا إن تواجد في نيويورك، وأنه وقتما يصل هناك سيتم اعتقاله.
ولفت الدراوي إلى أن هذه الأمور تسير في منحى أن الدولة الحقيقية التي ستكون بالفعل هي الدولة الفلسطينية
وأن الدولة التي سيدعمها الجميع هي الدولة الفلسطينية، مضيفا: «نحن نتحدث عن دعم عربي حدث بالأمس وإن كان منقوصا بالنسبة لإسرائيل، ولكن هناك دعم عربي».
وأشار الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني إلى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، واصفا بأنها كلمة جامحة أشبعت مشاعر الجماهير العربية والإسلامية.
وأوضح إبراهيم الدراوي أن الرئيس السيسي كان لأول مرة يخاطب إسرائيل بالعدو، ولأول مرة رئيس دولة يخاطب الشعب ولا يخاطب رئيس الحكومة، مؤكدا أن هناك حالة من السياسة الخشنة التي تتبعها القاهرة على رأسها الرئيس السيسي في الوقت الحالي مع إسرائيل.
وأشار الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني إلى أن هذا الأمر أزعج الداخل الإسرائيلي أحدث أزمة حقيقية في الإعلام الإسرائيلي في هذا التوقيت.
وبالنسبة لما يحدث في ردود الفعل الدولية، أكد الدراوي أن هذه الردود ظهرت في الاعتراف بدولة فلسطين وأن أهم الدول في الأمم المتحدة يتوقع أن تعترف بالدولة الفلسطينية في المؤتمر القادم، مؤكدا على أهمية وجود قرارات رادعة للجانب الإسرائيلي من مجلس الأمن والأمم المتحدة، وأن تكون هناك قرارات تدعم لإيقاف الحرب على غزة وحل الدولتين بشكل فعلي.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني: «لكن للأسف الشديد الجانب الأمريكي يدعم إسرائيل ويدعم التذمت الإسرئيلي ويدعم الحرب على قطاع غزة ويدعم قتل المدنيين، لافتا إلى أنه يجب أن تحاكم الولايات المتحدة هي الأخرى أيضا على هذا الأمر لأنها تدعم الإرهاب وتدعم المتطرفين اليهود وتدعم الدولة الدينية المخالفة للقواعد الدولية وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو.
وحتى الآن لا زالت الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة سواء في قطاع غزة الذي لم تترك فيه شبرا إلا وارتكبت فيه جريمة، ولم تترك أي نوع من الجرائم إلا وفعلته، وسواء كان على المستوى الدولي، حيث إن إسرائيل لم تسلم منها الدول المجاورة وغير المجاورة، وكانت المفاجأة الأخيرة هو مهاجمتها للعاصمة القطرية الدوحة، واعتدائها على سيادة الدولة القطرية، ففي يوم الثلاثاء الموافق 9 سبتمبر 2025، تفاجأ العالم أجمع بهذا الحدث الغير مسبوق، الذي هو كفيل بهزّ التوازنات الإقليمية والدولية، وهو اختراق اخترقت الطائرات الإسرائيلية للأجواء القطرية، وتنفيذها عملية استهدفت قادة المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة.
وفي سياق الحرب على غزة والعملية العسكرية، كانت ردود الفعل الدولية مستنكرة تماما للفعل الإسرائيلي، حيث أدانت ألمانيا توسيع العملية البرية الإسرائيلية للسيطرة على غزة، ووصفتها بأنها «في الاتجاه الخاطئ تماما».
وشددت ألمانيا على على أهمية العودة إلى «مسار مفاوضات وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح المحتجزين»، وفقا لوسائل إعلام عالمية.
وأكد الاتحاد الأوروبي أن توسيع العملية الإسرائيلية في مدينة غزة سيسبب مزيدا من الموت والدمار.
أما بريطانيا فأكدت أن الهجوم الجديد للجيش الإسرائيلي على غزة متهور ومروّع للغاية، وأنه لن يجلب سوى المزيد من الدم والدمار، وقتل المزيد من المدنيين الأبرياء، وتعريض حياة المحتجزين المتبقين للخطر.
وضمن قائمة الاغتيالات خلال العملية البرية «عربات جدعون 2» في غزة، تخطط إسرائيل لاغتيال آخر قائد بارز لحماس في غزة، وهو عز الدين الحداد، الذي يتولى قيادة الجناح العسكري للحركة بعد مقتل محمد السنوار، والذي ذكرت بعض التقارير أنه نجا من 6 محاولات اغتيال، منها 3 خلال الحرب الحالية، فوفقا لبعض التقارير كان الحداد يمكث في منزل، وتم إرسال وحدة إسرائيلية لاعتقاله ولكن لم يتم العثور عليه.
ويعاني الداخل الإسرائيلي من تفكك شديد في الوقت الحالي، لا سيما بعد تصريحات رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، التي زعم فيها أهمية التخلص من قادة حماس المقيمين في قطر، وزعم أيضا أنهم العقبة الوحيدة أمام إطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء الحرب في غزة، ليرد عليه منتدى عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين بغزة أن العملية المُستهدفة في قطر، أثبتت أن العقبة الوحيدة أمام إعادة المحتجزين وإنهاء الحرب، هو رئيس الوزراء نتنياهو، وأنه كلما اقترب وقت لإبرام صفقة، يُخربها نتنياهو بأفعاله.