في حوار خاص لـ«نافذة الشرق».. ناجي الشهابي يكشف خريطة «الائتلاف الوطني» لخوض انتخابات النواب

عبد الرحمن السيد
ناجي الشهابي: «الائتلاف الوطني» يدخل السباق البرلماني ببرنامج طموح ونسعى لتحالف انتخابي يعيد السياسة للشارع المصري
مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب المقبلة، أعلنت ستة أحزاب مصرية عن تدشين تحالف انتخابي جديد تحت اسم «الائتلاف الوطني» يضم: الجيل الديمقراطي، ومصر القومي، والاتحاد، والإصلاح والنهضة، ومصر العربي الاشتراكي، وتحيا مصر.

وأكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي والمنسق العام للائتلاف، أهمية العمل على إجراء انتخابات برلمانية تنافسية حقيقية تتوافق مع مبادئ الجمهورية الجديدة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال الحوار الوطني، موضحًا أن مصر اليوم أمام فرصة تاريخية لتجديد دماء الحياة السياسية بما يليق بالتطورات الداخلية والتحديات الخارجية.

وأوضح الشهابي أن الائتلاف الوطني يهدف إلى تشكيل قوائم انتخابية تضم مرشحين وطنيين حزبيين مخلصين للدولة المصرية، لتقديم مشهد ديمقراطي يتيح للمواطنين حرية الاختيار بين قوائم متعددة. وشدد على أن الأحزاب المنضوية تحت الائتلاف تؤمن بالدولة المصرية وبأهمية الاصطفاف خلف مؤسساتها لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

وأضاف أن التحالف قرر خوض الانتخابات على جميع المقاعد الفردية، بالإضافة إلى إعداد قوائم في القطاعات الجغرافية الأربعة: القاهرة والدلتا، الجيزة والصعيد، الإسكندرية والبحيرة ومطروح، وشرق الدلتا وسيناء، بما يعكس رغبة التحالف في المنافسة على أوسع نطاق ممكن. هذا التوزيع، بحسب قوله، لا يعكس فقط انتشار الأحزاب، وإنما الرغبة في أن يكون للائتلاف وجود حقيقي في كل بيت ودائرة انتخابية.

وفي هذا الصدد أجرى «نافذة الشرق» حوارًا موسعًا مع ناجي الشهابي، المنسق العام للائتلاف، كشف خلاله عن أبرز خطوات العمل وخطط المنافسة في الاستحقاق الانتخابي المرتقب، ورؤيته للمشهد السياسي في ظل الجمهورية الجديدة.

نص الحوار

ما آخر ما توصلتم له في الائتلاف حتى الآن؟

يقول ناجي الشهابي:
لقد قطعنا خطوات جادة في تأسيس الائتلاف الوطني الحر، حيث انتهينا من صياغة وثيقة سياسية جامعة تحدد أهدافنا ورؤيتنا وآليات عملنا، وقد وافق عليها المجلس الرئاسي بالإجماع بعد مناقشات امتدت لساعات طويلة. هذه الوثيقة تعكس إيماننا العميق بأن وحدة الصف وتكامل الجهود هما السبيل لبناء حياة سياسية حقيقية، تقوم على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وصيانة الكرامة الوطنية.

ويضيف موضحًا أن الوثيقة لم تكن مجرد نص مكتوب، بل هي ثمرة ورش عمل ونقاشات مع قواعد الأحزاب في المحافظات المختلفة، وأنها تحدد بدقة معايير اختيار المرشحين وتضع قواعد السلوك السياسي والأخلاقي للمرشحين داخل البرلمان وخارجه.

ويتابع: «كما أتممنا المراجعة الدقيقة لأسماء القوائم الأربعة التي سنخوض بها الانتخابات، ونواصل اجتماعات المجلس الرئاسي بشكل يومي تقريبًا لمتابعة كل تفاصيل العمل التنظيمي والسياسي. نحن الآن في مرحلة متقدمة جدًا من التحضير، ونسعى لأن يكون الائتلاف قوة مؤثرة وحقيقية داخل البرلمان المقبل، لا مجرد تحالف انتخابي عابر».

كم مرشح تنوون الدفع به لخوض انتخابات الفردي؟

يجيب الشهابي:
ما زلنا في مرحلة التشاور حول الأعداد النهائية، لكن المؤكد أننا نملك قاعدة واسعة من الكفاءات والشخصيات الوطنية القادرة على المنافسة الجادة في دوائرها. نحن لا نبحث عن مشاركة شكلية، بل عن حضور قوي يُعيد السياسة إلى الشارع المصري.

ويسترسل قائلاً: «حلمنا أن يكون هناك مرشح لحزب الجيل والائتلاف في كل دائرة فردية، ليكون الصوت الوطني حاضرًا في كل أنحاء الجمهورية. قد لا نعلن رقمًا محددًا الآن، لكننا نعمل على تغطية أكبر عدد ممكن من الدوائر بما يضمن حضورًا مؤثرًا للائتلاف».
ويشير إلى أن هناك لجانًا ميدانية تدرس كل دائرة انتخابية على حدة، وتحلل فرص النجاح والاحتياجات المحلية لضمان ترشيح الأنسب لكل مقعد.

هل يستطيع الائتلاف الوطني الحر خوض الانتخابات بنظام القائمة؟

يرد المنسق العام:
نعم، نحن قادرون على ذلك، ولدينا القدرة التنظيمية والسياسية لخوض المنافسة عبر نظام القائمة. بالفعل بدأنا في مناقشة الأسماء المرشحة ضمن القوائم الأربعة، وانتهينا من الشكل النهائي لقائمتين كاملتين، ونعمل على استكمال القائمتين الباقيتين ليكون لدينا تواجد وطني واسع.

ويضيف: «رؤيتنا أن القائمة تتيح فرصة للتنوع والتعددية، ولهذا نحن نصر على أن تضم شخصيات تعبر عن مختلف الفئات، لا أن تكون قائمة مغلقة على اتجاه واحد أو محسوبة على السلطة وحدها».
ويشدد على أن القوائم ستضم شبابًا ونساءً وأصحاب خبرات مهنية مختلفة، بما يعكس صورة حقيقية للتعددية التي ينشدها الشارع المصري.

كيف ترون المنافسة في انتخابات النواب وماذا تختلف عن انتخابات الشيوخ؟

يقول الشهابي:
المنافسة في انتخابات مجلس النواب ستكون أكثر حدة واتساعًا من انتخابات مجلس الشيوخ، لأنها تمس السلطة التشريعية الرئيسية وتؤثر بشكل مباشر في تشكيل السياسات العامة للدولة. انتخابات الشيوخ كانت محدودة الطابع، بينما النواب هو البرلمان الذي يُحاسب الحكومة ويمنحها الثقة أو يسحبها، ويقر القوانين التي تمس حياة المواطن اليومية.

ويضيف: «لذلك فالمعركة الانتخابية ستكون أعنف، والرهان فيها على قدرة القوى الوطنية على توحيد جهودها وتقديم بدائل حقيقية».
ويشير إلى أن صِغر حجم الدائرة الفردية يزيد من فرص التواصل المباشر مع المواطنين وكسب ثقتهم، وهو ما يتطلب من المرشحين أن يكونوا قريبين من الناس وبرامجهم واقعية وقابلة للتنفيذ.

هل تستطيعون أن تحجزوا مقاعد لكم في البرلمان؟

يؤكد الشهابي:
نعم، نحن واثقون من قدرتنا على الفوز بمقاعد في البرلمان، ليس لأننا نملك الإمكانيات المادية الضخمة مثل غيرنا، ولكن لأننا نمتلك رصيدًا وطنيًا وتاريخًا سياسيًا يضعنا في قلب المشهد.

ويضيف: «نعتمد على ثقة الجماهير بمرشحينا، وعلى صدق خطابنا الوطني الذي لا يساوم على القضايا الأساسية للشعب: العدالة الاجتماعية، الدفاع عن الطبقة الوسطى، حماية الفلاحين والعمال، واستقلال القرار الوطني. مقاعدنا في البرلمان لن تكون غاية في ذاتها، بل وسيلة لخدمة الوطن والدفاع عن مصالح الناس بجرأة ووضوح».

ويختم: «هدفنا النهائي هو أن يكون البرلمان المقبل أكثر تمثيلاً للمجتمع، وأقدر على ممارسة دوره الرقابي والتشريعي بفاعلية، وهو ما يتسق مع دعوة الرئيس السيسي لإطلاق حياة سياسية أكثر حيوية وانفتاحًا».