قمة الدوحة بين الإدانات السياسية وغياب الخطوات العملية: هل تكبح حرب الإبادة في غزة؟

كتبت: سارة محمود
انعقدت القمّة العربية الإسلامية في العاصمة القطرية الدوحة للبحث في الردّ على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف إجتماع لقادة حماس في الدوحة التي تؤدي دور الوسيط في مفاوضات وقف الحرب على قطاع غزة.
وعلى الرغم من ذلك صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاثنين، إنه لا يستبعد شن المزيد من الضربات على قادة حركة حماس أينما كانوا.
ولكن قادة الدول العربية والإسلامية أكدوا على أن الهجوم الإسرائيلي السافر الذي طال العاصمة القطرية يقوض عمليات الوساطة، بحسب البيان الختامي.
ودعا البيان الختامي أيضا جميع الدول إلى اتخاذ كافة التدابير القانونية والفعالة الممكنة لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك “دعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلاتها من العقاب ومساءلتها عن آثارها وجرائمها، وفرض العقوبات عليها، وتعليق تزويدها بالأسلحة والذخائر والمواد العسكرية أو نقلها أو عبورها، بما في ذلك المواد ذات الاستخدام المزدوج، ومراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها، ومباشرة الإجراءات القانونية ضدها”.

سرعة إستجابة قمة التضامن
وفي تصريح خاص ل “نافذة الشرق” يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني نعمان توفيق العابد أن القمة العربية الإسلامية هي قمة التضامن مع دولة قطر وأن الميزة الأساسية في هذه القمة هي سرعة الاستجابة من قبل القادة العرب والمسلمين بعدما تعرضت قطر لهذا الاعتداء الآثم من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولم تضع في الإعتبار أن هذه العاصمة هي التي ترعى المفاوضات ما بين دولة الاحتلال وما بين حركة حماس والفصائل الفلسطينية، أي هي إحدى الوسطاء العرب الذين يرعون هذه المفاوضات وبالتالي هذا اعتداء على الوسيط، أيضا تم الاعتداء على المفاوض الفلسطيني أثناء وجوده في دولة الوساطة وأثناء بحثه ملف التفاوض والورقة الأمريكية التي كانت معروضة على الطاولة.

ويؤكد العابد على أن هذا الإعتداء يعتبر تجاوز لكل الخطوط الحمراء علما بأن الدوحة لا تشكل أي تأثير سلبي أو لا تعتبر عدو لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بل على العكس تعتبر من الدول التي ترغب بإقامة سلام وترغب بإقامة اتفاقيات مع دولة الاحتلال وأن يكون هناك أمن وسلام في المنطقة.

إدانات قوية بدون خطوات فعلية
كما أضاف المحلل أن الكلمات التي أُلقيت من قبل القادة في مجملها كلمات وإدانات قوية وشديدة جدا وهناك العديد مِن مَن تطرق لمواضيع مركزية، فمثلا عندما تطرق فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لموضوع الاتفاقيات سواء القديمة أو المتوقعة وأنها مازالت في دائرة الشك أو في دائرة البحث إذا ما واصلت دولة الاحتلال الإسرائيلي هذه الاعتداءات، وبينها أيضا الإشارة إلى القوة العربية المشتركة والعديد من الكلمات التي أيضا طالبت بموقف عربي موحد يتعدى موضوعات الإدانة والاستنكار.
كما ذكر العابد أن ما ينقص هذه القمة على الصعيد الأساسي هي الخطة التنفيذية لما ذُكر بهذه القمة بمعنى ما هي الخطوات الفعلية التي ستقوم بها القمة أو وزراء الخارجية أو من سوف يتابع نتائج هذه القمة ويطبقها على أرض الواقع سواء على صعيد كيفية وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة والاعتداءات من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين وأيضا الاعتداءات من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي على عواصم المنطقة.

موقف غزة من هذه القمة
أوضح المحلل أنه لم يكن هناك أي تأثير من القمة لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة، نعم هناك العديد من نقاط الدعم للقضية الفلسطينية التي ذكرت في موضوع المؤتمر، وموضوع حل الدولتين وفي موضوع الإعتراف بالدولة الفلسطينية، إلى كل ذلك من هذه البيانات التي ذكرت سواء في البيان الختامي أو في كلمات القادة، لكن بصريح العبارة لا توجد أي خطوات فعلية قابلة للتنفيذ لنقول أن القادة أو أن القمة حققت إنجاز ما في موضوع حرب الإبادة أو في موضوع القضية الفلسطينية بشكل عام أو في موضوع لجم حكومة بنيامين نتنياهو عن تطرفها واعتداءاتها على دول المنطقة.

وبالنسبة له أيضا أن البيان غاب عنه الخطوات الفعلية تجاه الحكومة الأمريكية لأن إدارتها شريك أساسي في كل ما تقوم به إسرائيل باتجاه الشعب الفلسطينى وباتجاه المنطقة، فهي لم تذكر في أي جزئية من البيان الختامي إلا بذكر الوساطة التي تشترك فيها مع الوسيطين العربيين (مصر وقطر)، ولم تقوم القمة بطلب من الإدارة الأمريكية بلجم دولة الإحتلال الإسرائيلي لأنها هي القادرة على ذلك.

هل تأخد أمريكا هذه القمة بعين الإعتبار؟
ويختتم عابد كلماته بأن الإدارة الأمريكية لم ولن تتأثر بموضوعات هذه القمة ودليل ذلك هو قيام وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيرو كان في زيارة لدولة الإحتلال أثناء إنعقاد القمة التي من خلالها دعم حكومة نتنياهو وافتتح نفق تحت المسجد الأقصى وأيضا أعطى الضوء الأخضر للهجوم البري على مدينة غزة، وكذلك ما ذكره من دعم لا محدود خلال مؤتمر الصحفي مع نتنياهو، وأن زيارته إلى قطر ما هي إلا نوع من الدبلوماسية ونأي بالنفس عن ما قام به نتنياهو في قطر وترطيب العلاقات مع دولة قطر، ولكن دون أن يكون هناك أفعال حقيقية من قبل الإدارة الأمريكية سواء على صعيد وقف الإبادة أو على صعيد لجم حكومة نتنياهو أو على صعيد إحقاق السلم والأمن سواء للفلسطينيين أو في المنطقة