كيف استطاعت روسيا مواجهة المسيرات الأوكرانية باستخدام أنظمة إلكترونية حديثة؟

كتبت بسنت السيد
ذكرت مجلة “فوربس” الأمريكية أن روسيا بدأت باستخدام مجموعة من أنظمة الحرب الإلكترونية الجديدة في إطار عمليتها العسكرية الخاصة، وذلك بهدف مواجهة الطائرات المسيّرة الأوكرانية. هذه الأنظمة لا تقتصر ميزتها على فعاليتها في التشويش، بل تعتمد أيضاً على الخبرة المتراكمة التي اكتسبتها موسكو في هذا المجال.
صعوبة الرصد بوسائل الاستطلاع الالكتروني
أحد أبرز هذه الأنظمة هو “سيرب-VS6D”، الذي يعتمد على كاشف سلبي عالي الدقة، قادر على رصد أنواع متعددة من المسيّرات الأوكرانية، بما في ذلك الطائرات الانتحارية الصغيرة من طراز FPV. يعمل النظام بسرية تامة، ما يجعل من الصعب رصده عبر وسائل الاستطلاع الإلكتروني. وعند اكتشاف الهدف، يبدأ “سيرب” في التشويش على إشارات الاتصال والملاحة للطائرة المعادية، مستفيدًا من ست قنوات اتصال وقدرات عالية في معالجة البيانات الرقمية، ما يمكنه من تعطيل عمل عدة طائرات في الوقت ذاته، حتى ضمن نطاق يبلغ 5 كيلومترات.
إلى جانب “سيرب”، أشارت المجلة إلى دخول أنظمة أخرى حديثة إلى الخدمة، مثل “سارمات-ميغلا” و”سارمات-كينتافور”، واللتين تُوصفان بأنهما تمتلكان قدرة استثنائية في مواجهة الطائرات المسيّرة. ويُتوقع أن تساهم هذه الأنظمة – في حال أثبتت فعاليتها – في تقليص قدرة المسيّرات الأوكرانية على تنفيذ عملياتها، مما قد يمنح القوات الروسية أفضلية ميدانية واضحة.
أما “سارمات-كينتافور”، فيتميز بقدرته على التشويش ضمن نطاق يتراوح بين 10 إلى 15 كيلومتراً، مستهدفاً المسيّرات الصغيرة والمتوسطة، ويعطّل إشارات GPS وGLONASS، وكذلك الاتصالات اللاسلكية وقنوات التحكم عن بُعد. ويدعم هذا النظام العمل مع عدة أهداف في آنٍ واحد، عبر معالجة سريعة للإشارات الرقمية. ويعمل على عدة نطاقات ترددية، مثل 433 ميغاهرتز لطائرات FPV، و900 ميغاهرتز إلى 2.4 غيغاهرتز للاتصالات، و5.8 غيغاهرتز لبث الفيديو.
استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي
يعتمد النظام أيضاً على كاشف سلبي لتحديد مصادر الإشارات دون أن يكشف عن موقعه، ويستخدم خوارزميات ذكاء اصطناعي لتمييز الإشارات الصديقة عن المعادية، كما يمكن تركيبه على مركبات أو منصات ثابتة، مما يجعله قابلاً للنشر السريع في ساحات القتال. ويُنسق عمله مع أنظمة أخرى مثل “سيرب-VS6D” و”سارمات-ميغلا” لتشكيل شبكة تشويش متكاملة، كما يمكن دمجه مع منظومات دفاع جوي مثل “بانتسير-S1” لاعتراض الطائرات بعد التشويش عليها.
ووفقاً لتحليلات “فوربس” وتقارير عسكرية ميدانية، فإن هذه الأنظمة أثبتت فعاليتها في مواجهة الطائرات الانتحارية من نوع FPV (منظور الشخص الأول)، ومسيّرات الاستطلاع مثل Leleka-100 وR18، كما أنها تساهم في تعطيل أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية. وتُعزز قدرتها على التخفي من خلال عدم بث إشارات نشطة، وهو ما يصعّب اكتشافها. وقد أدى استخدامها بالقرب من الخطوط الأمامية إلى تقليص فعالية الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيّرة بنسبة تراوحت بين 30 إلى 50% في بعض المناطق.