ليبيا على حافة التحول ..هل يكتب الدبيبة الفصل الأخير في حكومته؟

كتبت بسنت السيد خاص
المراقب للمشهد على الساحة الليبية يجد أن ليبيا تعانى من حالة من الصراع المحتدم ، الذي لايهدأ،ولاسيما بعد رفض الشارع الليبي لحكومة عبد الحميد الدبيبة ،والتى إعتبرها البرلمان الليبى بقيادة المستشار عقيلة صالح منتهية الصلاحية
فهل يكتب الدبيبة الفصل الأخير في حكومته؟ وهل التظاهرات وانسحاب الوزراء بداية لمرحلة تغيير حقيقى ؟وماسيناريو البدائل المطروحة في حال الإطاحة بالدبيية؟
هذا وأكثر ما سنحاول الإجابة عليه في السطور التالية…
هل يكتب الدبيبة الفصل الأخير في حكومته؟
فى البداية وفقا لتقرير نشرته شبكة “نيو ماكس “الأمريكية يقول إن الإطاحة بالدبيبة أصبح وشيكا في ظل تواصل أمريكى مع البديل المنتظر وهو “عبد الكريم مقيق “في ظل تصاعد وتيرة التوترات والاشتباكات والمظاهرات المطالبة بتغيير حكومة الدبيبة مما يعزز فرص إحتمال التغيير .
ولكن من هو” عبد الكريم مقيق” ؟
هو عالم نووى استطاع تفكيك الترسانة النووية الليبية في زمن الرئيس الراحل معمر القذافي والذى يحظى برضا أممى أمريكى.
وبحسب تقرير نشره الكاتب الصحفي” جون جيزي” مراسل البيت الأبيض عن زيارات “مقيق” لواشنطن ولقاءات متفرقة مع أعضاء في لجنتي العلاقات الخارجية بالكونغرس ،والتى وصفها “جيزى” بأنها :” تتجاوز كونها تحركات دبلوماسية، وتعكس مشروعأ سياسيأ ، وتحضيرا توافقيا على بديل جديد.
هل التظاهرات وانسحاب الوزراء بداية لتغيير حقيقى؟
ومن ناحية أخرى، يشهد عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا حالة من التراجع الحاد في الدعم الشعبي في ليبيا ،لاسيما بعد فشل ذريع لحكومته في إجراء إنتخابات ، وعد بها منذ عام 2021، وكذلك بعدما سحب مجلس النواب ثقته من الحكومة، علاوة على تصاعد حدة وتيرة فقدان حكومة الوحدة الوطنية الدعم الأممي، مما يسمح بطرح بديل لحكومة الدبيية.
وفي هذة الأجواء الرافضة للدبيية يبدو “مقيق” كبديل مرضى على المستويين الدولى والمحلى ،ساعيا للعودة إلى استقرار الدولة الليبية واستعادة سيادتها على أراضيها .
الإطاحة بالدبيبة علامة فارقة في مستقبل ليبيا
وفي حديثه ل” نافذة الشرق “قال الكاتب الصحفي رضا شعبان الخبير بالشأن الليبي
:”إن الإطاحة بالدبيبة وتكليف حكومة جديدة موحدة في ليبيا، إذا حدثت لن تكون مجرد تغيير في شخص رئيس الوزراء بل ستكون علامة فارقة في مستقبل ليبيا .
وتابع ،شعبان :” حيث إن الصراع على السلطة في ليبيا ليس صراعاً محلياً بين شرق وغرب ليبيا ، ولكنه يمثل صورة واحدة من صور الصراع الدولي على النفوذ في ليبيا ، ما بين مشروع دولي غربي يمثله الدبيبة بالميليشيات والتنظيمات الأيديولوجية ،مع دعم غربي ووجود تركي عسكري، وفي المقابل مشروع عربي تمثله سلطات شرق ليبيا بالبرلمان والجيش مع دعم مصري لإعتبارات الأمن القومي .
وأضاف الخبير بالشأن الليبي في حديثه للموقع قائلا : ” فالتغيير في ليبيا سيكون مؤشراً على قدرة الليبين على إعادة ضبط البوصلة نحو تسوية شاملة وبين فرص الإستقرار ومخاطر الفوضى، تبقى ليبيا في مفترق طرق، وأي خطوة دون حساب دقيق، قد تعيد البلاد إلى سيناريوهات الصراع الدموي والانقسام الكامل.
ماهو دور الفاعلين الاقليميين في المنطقة ؟
وتطرق الكاتب الصحفي والخبير بالشأن الليبي رضا شعبان في حديثه لموقع “نافذة الشرق” إلى دور الفاعلين الإقليمين قائلا : ” إن مصر تعتبر أن إستقرار ليبيا جزء من أمنها القومي؛ لافتاً إلى أنها تدفع نحو تشكيل حكومة غير خاضعة لهيمنة الإسلامين أو المليشيات و تعمل على دعم مسار انتخابي حقيقي وفق توافق سياسي يمهد التربة السياسية لذلك

وعلى الجانب الآخر أوضح الخبير بالشأن الليبي رضا شعبان :”أن تركيا تسعى للحفاظ على نفوذها العسكري والإقتصادي غرب ليبيا ، وتؤيد تغيير الحكومة بشرط ألا يكون البديل خصمًا مباشراً لها لذا فإن تركيا تعلن بين فترة وأخرى أنها منفتحة على تفاهمات مع مصر في إطار توازن مصالح مشتركة .
ما هو دور مصر وأنقرة في خطة التسوية المحتمل؟
وأشار الكاتب الصحفي رضا شعبان في تصريحات خاصة ل “نافذة الشرق” إلى أن التوافق المصري – التركي على شخصية بديلة تقود المرحلة، يعتبر السيناريو الأفضل الذي يفترض إنضاج صفقة سياسية برعاية أطراف إقليمية وبدفع أممي، تقضي بتشكيل حكومة جديدة تتولى التحضير للإنتخابات ، موضحاً أنه قد يتم توزيع السلطة بين الشرق والغرب والجنوب لضمان القبول الشعبي والسياسي، مع الإلتزام بمواعيد انتخابية محددة.
ماهو السيناريو المحتمل ؟
وأكد الكاتب الصحفي رضا شعبان في حديثه للموقع قائلا : “في حالة تجاوز هذا السيناريو فإن البدائل الأخرى ستكون نتائجها كارثية وفوضى مفتوحة في حال لم يتم التوصل إلى إتفاق واضح فقد تجد العاصمة نفسها في مواجهة صراع داخلي بين المليشيات المتنافسة لا سيما ، تلك التي تدين بالولاء للدبيبة وتلك التي تبحث عن فرص جديدة في ظل التغيير.
موقف مصر الثابت من السيادة الليبيةووحدة أراضيها
كما تطرق الخبير بالشأن الليبي إلى موقف مصر الثابت من دعمها لحق ليبيا في السيادة على أراضيها مشيراً إلى أن الفترة السابقة شهدت زخما وتحركات ولقاءات مع قيادات ليبية .
وأضاف، ويأتى ذلك في إطار حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعم من خلال لقائه مؤخرا مع المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي.وسبقه لقاء مع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي في العلمين.
وأوضح المصدر أن هاتين الزيارتين تأتيان ، بعد سلسلة من التحركات المصرية الداعمة للمسار السياسي الليبي، من أهمها إستقبال القاهرة لاجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة “5+5″، واجتماعات المسار الدستوري والاقتصادي، من أجل توحيد المؤسسات الليبية . مشدداً على تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على خروج كل العناصر الأجنبية من ليبيا لدعم الأمن واحتواء التوترات وترسيخ الأمن والإستقرار في ليبيا، وفتح آفاق إعادة الإعمار بمشاركة مصر بنقل خبراءها وخبراتها التنموية إلى ليبيا.
مالوضع الأمني في طرابلس الآن؟
تشهد طرابلس العاصمة حالة من الغليان نتيجة لتوغل المليشيات المسلحةوسيطرتها ،مما أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإقتصادية هناك،لاسيما بعد نقل المليشيات المسلحة معدات ثقيلة ودبابات تابعة لحكومة الوحدة تحسبا لوقوع إشتباكات محتملة وفقا لتقارير أممية مما ينذر بكارثة في الأراضي الليبية.
وعلى الصعيد الداخلي ، طالبت مظاهرات شعبية عشوائيةبالحد من سطوة المليشيات، رافعين شعارات تطالب بتحقيق العدالة في توزيع الثروات، وتفكيك التشكيلات المسلحة وتوحيد المؤسسات، وتهيئة المناخ لإجراء إنتخابات نزيهة .
دور بعثة الأمم المتحدة
وفي أحدث تقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة حثت فيه ، كافة الأطراف، على تجنب أي تصرفات أو خطابات سياسية قد تؤدي إلى التصعيد في طرابلس.
وتسعى بعثة الأمم إلى تهدئة الأوضاع،داعية جميع الأطراف إلى انسحاب القوات والمليشيات المسلحة والالتزام ببيان مجلس الأمن الصادر في 17مايو الماضى الملزم بحماية أرواح المدنيين.
وشددت البعثة على سرعة تنفيذ الترتيبات الأمنية، للجنتى ” الهدنة والترتيبات الأمنية والعسكرية”، مؤكدة على أن العودة إلى الحوار بعيدا عن العنف ، هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في ليبيا .