كتبت بسنت السيد خاص
تشارك مصر فى المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات الذى اتخذ هذا العام مدينة نيس الفرنسية مقرا له باعتبارها أكثر المدن الساحلية تعرضا للتغيرات المناخية ،والذي يعقد في الفترة من 9 ـ 13 تزامنا مع اليوم العالمي للمحيطات بحضور.وزير الزراعة المصري علاء الدين فاروق والوزيرة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة.
مصر تشارك للمرة الثالثة
وفي حديثه لموقع نافذة الشرق تحدث الأستاذ الدكتور خالد عياد أستاذ بمركز البحوث الزراعية حول مشاركة مصر في هذا المؤتمر ومدى أهميتها إذ تعد المرة الثالثة التي تشارك فيها ،حيث يقول، عياد أن قضية التغيرات المناخية وتأثيرها على، المحيطات والبحار تفرض نفسها نتيجة لما فرضه ذوبان الجليد من إرتفاع لمنسوب مياه المحيطات والبحار مما يؤدى إلى غرق وخسائر اقتصادية على المدن الساحلية.
وأكد ، أن مشاركة مصر ممثلة في وزير الزراعة المصري بما يقدمه من رؤية وخطط مستقبلية للوقوف على أهم الإجراءات والتدابير لمواجهة أخطار التغيرات المناخية علينا وطرق مواجهتها.
وأضاف، أن هذا المؤتمر في نسخته الثالثة يهدف إلى تسريع أليات الحفافظ على المحيطات والبحار في إطار خطط التنمية المستدامة ، ومكافحة التلوث البلاستيكى والذى يؤثر بشكل سلبى على الحياة البحريةوالتى يعيش فيها الكائنات البحرية التى تمثل جزءا هاما من غذاء الإنسان وما تعانيه هذه المحيطات والبحار من ملوثات نتيجة لتعديلات الانبعاثات الكربونية الملوثة للعالم أجمع.
وفي نفس السياق تناول الأستاذ الدكتور إبراهيم درويش وكيل كلية الزراعة السابق بجامعة المنوفيةوأستاذ المحاصيل في حديثه الخاص والحصرى لموقع نافذة الشرق أن مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات يتطرق لثلاثةمحاور هامة وهى على النحو التالى :
المحور الأول: معرفة المحيطات وأهميتها في العلوم وأثرها على البيئة والإنسان والغذاء
أما المحور الثاني: يتناول التنوع البيولوجي الناتج عن عمليات الصيد الجائر مما يؤثر سلباً على المخزون الاستراتيجي للأسماك ،مشيراً إلى أن أحدث تقرير لمنظمة الفاو للأغذية ،أفاد أن ثلث المخزون الاستراتيجي من الأسماك يتعرض للصيد الجائر أو غير المستدام.
وتابع درويش، فإن أكثر منطقتين معرضتين للصيد الجائر هما من المغرب حتى دولة غنيا على ساحل المحيط الاطلنطى وهو ما يمثل مايقرب ل50%منها صيد غير مستدام ،وكذلك حوض البحر المتوسط لشمال إفريقيا يتعرض أيضا لصيد جائر وغير مستدام بنسبة تقدر ب65%.
مؤشرات التعافي
وأشار أستاذ المحاصيل الزراعية أن هناك مؤشرات مبشرة بالتعافي من الصيد الجائر ،حيث أن ثلث القوارب المستخدمة في الصيد توقفت مما حد من عمليات الصيد الجائر لافتاً إلى أن هناك دعوة للإدارة الرشيدة في منظومة الصيد لكل بلدان العالم مضيفا،أن هذه الخطوة تسهم بشكل أساسي فى التعافى وإعادة تعويض الفاقد وإعادة التنوع البيولوجي والمخزون الاستراتيجي من خلال تعاون الحكومات في هذا الصدد.
التلوث البلاستيكى وأثره على البيئات البحرية
أما المحور الثالث الذي يتطرق إليه المؤتمر فهو التلوث البلاستيكى وأثره على البيئات البحرية وما فيها من كائنات ،من خلال الدعوةلمناهضة التلوث والحفاظ على البيئة وسلامتها من التغيرات المناخية التي فرضها ذوبان الجليد وما نتج عنه من ارتفاع منسوب المياه وتأثيره السلبي على الثروة السمكية التى يعتمد عليها سكان مصر في توفير البروتين الغذائي
وأكد الدكتور إبراهيم درويش أستاذ المحاصيل الزراعية في حديثه لموقع نافذة الشرق على أهمية مشاركة وزير الزراعة علاء الدين فاروق كمسؤل عن الإنتاج النباتي والداجنى إضافة للإنتاج السمكى لما له من دور هام وحيوى في توفير غذاء آمن للمواطن، في ظل عالم واحد يؤثر ويتأثر بما حوله من تغيرات مناخية حادة.
وأضاف أن مشاركة وزير الزراعة تأتى في إطار حرص الدولة المصرية على تفعيل تدابير الاستدامة البيئية من خلال التنوع البيولوجي .
تدابير من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي
وفي هذا الصدد وقعت مصر بروتوكول المحافظة على التنوع البيولوجي ،كما أصدر مجلس الوزراء المصري قرار المسؤلية الممتدة خاصة فيما يتعلق بالأكياس البلاستيكية الممتدةحيث يأتى في إطار جهود الدولة المصرية للمحافظة على التنوع البيولوجي لمجابهة التغيرات المناخية وسلامة الموارد المائية سواء كانت بحيرات أومحيطات أو أنهار .
وأشار درويش في حديثه لنافذة الشرق أن هناك دعوة لسكان المدن الساحلية الجذرية لحضور هذا المؤتمر بهدف التعرف على أليات وتدابير الصمود أمام التغيرات المناخية.
أهمية المؤتمر
وأكد درويش على أن هذا المؤتمر مهم لأنه يصب في صالح البيئة والدولة المصرية حريصة على المشاركة في هذا المؤتمر خاصة وأن مصر تمتلك مساحات كبيرة بطول سواحل الشمالية للبحر المتوسط وبالتالى فهو معرض لارتفاع منسوبه.
وزيرة البيئة المصرية وجهود الدولة لمجابهة التلوث البلاستيكى
ولفت الدكتور إبراهيم درويش أستاذ المحاصيل الزراعية في حديثه للموقع أن الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، تطرقت في كلمتها نيابة عن فخامة السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي حيث أوضحت أهمية المؤتمر في علاج قضايا التنوع البيولوجي في ظل التغيرات المناخية ومشاكل إرتفاع مستوى المياه في البحر المتوسط وابيضاض الشعب المرجانية اللذان يدلان على حجم تلوث أعماق المحيطات والبحار.
كما استعرضت الوزيرة جهود الدولة المصرية في توفير الإمكانات الفنية لدعم جهود الحد من التلوث البلاستيكي، مشددة على ضرورة مراعاة الظروف الوطنية لكل دولة عند تطبيق الإجراءات.
مصر لديها استراتيجية لمجابهة التغيرات المناخية
وأشارت إلى أن مصر لديها استراتيجية لمجابهة التغيرات المناخية ومنهارؤية مصر بشأن المادة 3 من الاتفاقية، مؤكدة أهمية توفير الإمكانات الفنية لمكافحة التلوث البلاستيكي. وفيما يخص المادة 6 المتعلقة بتقليل إنتاج البلاستيك، طالبت بتوضيح لآلية التنفيذ بما يحقق توازنًا اجتماعيًا واقتصاديًا.
توفير بدائل البلاستيك
وجهت الوزيرة في كلمتها بضرورة وجود آلية تمويلية فعالة للوصول إلى اتفاق يتضمن توفير التمويل للتكنولوجيا وبدائل البلاستيك، مع وفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها التمويلية.
وأشار درويش إلى أن الوزيرة استعرضت جهود الدولة المتمثلة في تطوير البحيرات الشمالية مثل البردويل ،حيث عملت على تعميقها والمحافظة عليها من الصيد الجائر في البحر المتوسط حتى يستعيد عافيته مرة أخرى.
مشروعات تخضير الموانىء
إضاف ، درويش مشروعات تخضير الموانىء المصرية مثل ميناء دمياط وبورسعيد وكقناة السويس لتكون قائمة على الاستدامة البيئية.
حجم التلوث البلاستيكى
وأفادت بيانات صادرة عن اليونسكو، أن التلوث البلاستيكى يمثل حوالي 80% من إجمالي التلوث البحري. وتشير التقديرات إلى أن 8 ـ 10 ملايين طن من البلاستيك يلقي بها في المحيطات كل عام
وأشارت البيانات أنه بحلول عام 2050، من المتوقع أن يفوق البلاستيك وزن جميع الأسماك في البحر.
وأشارت إلى أنه تم إنتاج كميات من المنتجات البلاستيكية في السنوات العشر الأخيرة تفوق ما تم إنتاجه على مدار القرن الماضي بأكمله. وتفيد وكالة حماية البيئة بأن ما يقرب من 100% من البلاستيك الذي أنتجه البشر على الإطلاق لا يزال موجودًا.
وذكرت أن تحلل البلاستيك يستغرق عمومًا ما بين 500 و1000 عام، وحتى بعد ذلك، يتحول إلى لدائن دقيقة دون أن يتحلل تمامًا.
وأوضحت البيانات أنه يوجد حاليًا 50 ـ 75 تريليون قطعة من البلاستيك واللدائن الدقيقة في المحيطات، ولا يتم إعادة تدوير سوى حوالي 10% فقط من البلاستيك الذي ننتجه، بينما يتم حرق الباقي، ما يزيد من تلوث الهواء، أو ينتهي به المطاف في المحيط أو البيئة.
تكاليف باهظة للتلوث البلاستيكى
وفقا للتقديرات فإن التكاليف الاقتصادية السنوية للتلوث البلاستيكي في المحيطات تقدر بحوالى من 6 إلى 19 مليار دولار، وتنتج هذه التكاليف عن تأثير التلوث على السياحة، ومصائد الأسماك، وتربية الأحياء المائية، وعمليات التنظيف الحكومية.
واختتم الدكتور إبراهيم درويش استاذ المحاصيل الزراعية حديثه للموقع قائلا إن مصر جزء لايتجزء من العالم يتأثربه ويؤثر فيه مشيراً إلى وجود مصر في المحافل الدولية دليل على أهمية دور مصر في كل محفل كلما وجهت لها الدعوة .
الاستاذ ابراهيم درويش استاذ المحاصيل الزراعية ووكيل كلية الزراعة بجامعة المنوفية