كتب: عبد الرحمن السيد
في توقيت بالغ الأهمية على الساحة السياسية المصرية، يكشف رئيس حزب الجيل الديمقراطي، ناجي الشهابي، لـ«نافذة الشرق» للحديث عن استعدادات الحزب لانتخابات مجلسي النواب والشيوخ، ورؤيته للمشهد الحزبي والتحالفات، وموقفه من النظام الانتخابي الحالي.
يرى الشهابي أن المناخ السياسي بات مواتيًا لمشاركة حزبية فاعلة، ويؤكد أن حزبه يستعد بخطة تنظيمية مدروسة وقوائم مدربة، معتبرًا أن نظام القائمة المغلقة المطلقة يمكن تحويله إلى أداة لدعم التعددية إذا توفرت النية السياسية.
ويؤكد الشهابي أن حزب الجيل الديمقراطي بدأ الاستعداد مبكرًا لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، من خلال تنظيم لقاءات موسعة وتأهيل كوادره في جميع المحافظات، بما يضمن الدفع بمرشحين يمتلكون القدرة على تمثيل المواطنين بوعي وكفاءة. كما شدد على أن الحزب يسعى إلى أداء دور فاعل تحت قبة البرلمان، من خلال تقديم وجوه سياسية قادرة على التشريع والرقابة، ومتصلة بقضايا الشارع.
ويشير إلى أن النظام الانتخابي الحالي، رغم ما يواجهه من انتقادات، يمكن توظيفه لتعزيز التعددية إذا ما تم تشكيل القوائم على أسس توافقية وطنية، تضمن تمثيلًا واسعًا للأحزاب والتيارات المختلفة. ويؤمن بأن التحالفات الانتخابية ليست خصمًا من العمل الحزبي، بل قد تكون رافعة له، إذا ما قامت على برامج واضحة وتفاهمات حقيقية، تعكس روح الشراكة السياسية.
في هذا الحوار، يتحدث الشهابي عن تركيبة البرلمان القادم، وموقع حزبه منه، وطبيعة المنافسة المتوقعة، ورؤية الحزب لدور التحالفات في إثراء الحياة النيابية.
وإلى نص الحوار كاملا:
ما هي استعداداتكم لانتخابات مجلس النواب والشيوخ؟
حزب الجيل الديمقراطي بدأ استعداداته مبكرًا على مستوى جميع المحافظات، حيث نظّم الحزب لقاءات تنظيمية وتدريبية مكثفة لتأهيل الكوادر الراغبة في الترشح، وتعريفها بالمهام التشريعية والرقابية والنزول إلى دوائرها لخدمة المواطنين. كما تم تشكيل لجنتين مركزيتين: لجنة الانتخابات، ولجنة إعداد البرنامج الانتخابي، وتجتمعان دوريًا بمقر الحزب بالتجمع الأول لضمان جاهزية الحزب لخوض الاستحقاقات المقبلة بقوة وكفاءة. وتم الاستقرار على خوض انتخابات مجلس النواب بعدد 48 مرشحا فى الدوائر الفردية وعدد 22 مرشحا فى الدوائر الفردية لمجلس الشيوخ.
كيف ترى استعداد الأحزاب للانتخابات البرلمانية؟
المناخ السياسي الحالي ملائم جدًا لنشاط الأحزاب، خاصة بعد حوارات وطنية ومشاركات فاعلة في الانتخابات الرئاسية. ويؤكد أن الدولة قدمت إشارات إيجابية كثيرة لفتح المجال أمام القوى السياسية للمشاركة الحقيقية، وهو ما يجب أن تستثمره الأحزاب بتنشيط قواعدها، وتقديم مرشحين على قدر من الوعي والتأهيل. بالنسبة للنظام الانتخابي.
كيف ترون الإبقاء على نظام القائمة المغلقة المطلقة؟
لقد أقر مجلس النواب النظام الانتخابي المختلط، بنسبة 50% للقائمة المغلقة المطلقة و50% للفردي إذ ينص مشروع القانون على إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية وفقًا لمعدلات الزيادة السكانية، تطبيقًا للفقرة الثالثة من المادة 102 من الدستور، والتي تشترط مراعاة التمثيل العادل للسكان والمحافظات. كما يُبقي القانون على النظام الانتخابي القائم، بواقع 50% للقائمة المغلقة المطلقة و50% للفردي، دون إدخال أي تعديل في آلية الاقتراع أو طبيعة القوائم. وتم تقسيم الجمهورية إلى أربع دوائر انتخابية بنظام القائمة المغلقة، بواقع 102 مقعد لكل من دائرتي “جنوب ووسط الدلتا” و”شمال ووسط وجنوب الصعيد”، و40 مقعدًا لكل من “قطاع شرق الدلتا” و”قطاع غرب الدلتا”. وهذا النظام متوافق مع نص المادة 102 من الدستور التي تنص على أنه يشكل مجلس النواب من عدد لا يقل عن أربعمائة وخمسين عضوا، يُنتخبون بالاقتراع العام السرى المباشر، على أن يُخصص للمرأة ما لا يقل عن ربع إجمالى عدد المقاعد. ويشترط فى المترشح لعضوية المجلس أن يكون مصرياً، متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية، حاصلاً على شهادة إتمام التعليم الأساسى على الأقل، وألا تقل سنه يوم فتح باب الترشح عن خمس وعشرين سنة ميلادية. ويُبين القانون شروط الترشح الأخرى، ونظام الانتخاب، وتقسيم الدوائر الانتخابية بما يُراعى التمثيل العادل للسكان، والمحافظات. ويجوز الأخذ بالنظام الانتخابى الفردى أو القائمة أو الجمع بأى نسبة بينهما.
ونحن في حزب الجيل الديمقراطي نتعامل مع هذا النظام بإيجابية كاملة، احترامًا لقرار المؤسسة التشريعية. ونؤمن أن كل نظام انتخابي يمكن تحويله إلى فرصة لدعم التعددية الحزبية إذا توفرت الإرادة لذلك. ومن هذا المنطلق، ندعو إلى أن يكون هذا النظام أداة لتحقيق تمثيل واسع للأحزاب، عبر تحالف حزبي وطني شامل تشارك فيه القوى السياسية المختلفة.
فإذا تم تشكيل القوائم على هذا الأساس، فإن نظام القائمة المغلقة يمكنه أن يحقق نفس أهداف نظام القائمة النسبية غير المشروطة، من حيث التمثيل الأفضل للأحزاب والتنوع السياسي الحقيقي داخل البرلمان. بهذا نُحَوِّل النظام من مجرد آلية انتخابية إلى فرصة سياسية، ونضمن وجود برلمان يعكس الإرادة الشعبية، ويستعيد فيه العمل الحزبي مكانته.
هل صحيح أن التحالفات الانتخابية تأخذ من الممارسة السياسية الفاعلة؟
وما موقفكم من الدخول في تحالفات؟ يرى حزب الجيل أن التحالفات الانتخابية لا تنتقص من الممارسة السياسية، بل قد تعززها إذا قامت على التوافق الوطني والبرامج المشتركة. ونحن منفتحون على الدخول في تحالفات انتخابية واسعة تضمن مشاركة أكبر عدد من الأحزاب الوطنية، وتحقيق التوازن والتنوع في التمثيل البرلماني.
كيف ترى تركيبة مجلس النواب القادم؟ وهل تتغير خريطته؟
نتوقع أن يشهد البرلمان المقبل تغيرًا واضحًا في تركيبته السياسية والاجتماعية، نتيجة المشاركة المتزايدة من الأحزاب، وعودة الوعي السياسي لدى قطاعات واسعة من المواطنين. إذا ما حُسِن اختيار المرشحين وتم تشكيل قوائم توافقية، سيكون لدينا مجلس يعبر عن الشارع المصري بكامل تنوعه، ويقوم بدوره التشريعي والرقابي بكفاءة أكبر.
كيف ترون قوة المنافسة في الانتخابات المقبلة؟ المنافسة ستكون قوية ومفتوحة أمام الجميع، خاصة في ظل المناخ السياسي الحالي الذي بات أكثر تقبلاً لنشاط الأحزاب. وحزب الجيل يستعد لها بمرشحين لديهم كفاءة وخبرة سياسية، قادرين على المنافسة القوية، وخدمة دوائرهم تحت قبة البرلمان.