نتنياهو و”إسرائيل الكبرى”: رؤية توسعية تحت غطاء أمريكي

كتبت بسمة هاني

أشارت التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول “إسرائيل الكبرى” إلى توجه توسعي يتجاوز حدود فلسطين ليطال دولًا عربية عدة
وفي حديث خاص لموقع نافذة الشرق، قدّم الدكتور عبدالله نعمة، دكتور العلاقات الدولية والباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي اللبناني، قراءة معمقة لدلالات هذا الخطاب وتداعياته

قال الدكتور عبدالله نعمة، دكتور العلاقات الدولية والباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي اللبناني، في حديث خاص لموقع نافذة الشرق، إن بنيامين نتنياهو لم يعد يخفي طموحه التوسعي في إطار ما يسميه بـ”إسرائيل الكبرى”. وأوضح أن نتنياهو أعلن بشكل علني ووقح خريطة لهذه الدولة المزعومة، تشمل ضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والأردن، ولبنان، وسوريا، وحتى مصر.

“المهمة التاريخية والروحية” وتهجير غزة

ولفت الدكتور نعمة إلى أن نتنياهو يتباهى بما يصفه “مهمة تاريخية وروحانية” تتوارثها الأجيال، مؤكدًا أنه يسعى لإعادة احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه، في ظل ضوء أخضر أمريكي يوفر له الغطاء السياسي. وأكد أن هذه المواقف الإسرائيلية أثارت موجة غضب عربي واسع، وصدرت بشأنها إدانات رسمية اعتبرت تصريحاته استفزازًا صارخًا لسيادة الدول التي يسعى لاقتطاع أجزاء من أراضيها.

صدمة عربية وتحولات في المواقف

وأشار نعمة إلى أن “قنبلة إسرائيل الكبرى” التي ألقاها نتنياهو أحدثت صدمة عربية كبيرة، خصوصًا لدى الدول التي كانت تتوقع من حكومته إعلان وقف الحرب في غزة والقبول بحل الدولتين. ونوّه إلى أن هذه التصريحات عكست تحوّلًا جذريًا في مسار العلاقات العربية الإسرائيلية، وأثبتت أن مشروع نتنياهو التوسعي يتناقض تمامًا مع أي مسار للتسوية.

قمة ترامب وبوتين وتداعياتها على الشرق الأوسط

وأوضح الدكتور نعمة أن المشهد الإقليمي لا ينفصل عن التوازنات الدولية، فالقمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستُظهر – على الأرجح – توافقات أمريكية روسية لتقاسم النفوذ والمصالح، حتى لو كان ذلك على حساب أوروبا.

ولفت إلى أن هذا التطور سينعكس بالضرورة على أوكرانيا والشرق الأوسط معًا.

استحالة تحقيق “الحلم الإسرائيلي”

واختتم الدكتور عبدالله نعمة بالقول إن حلم نتنياهو بإقامة “إسرائيل الكبرى” لن يتحقق، لا إقليميًا ولا دوليًا، مشددًا على أن التحولات الجارية في موازين القوى العالمية كفيلة بإجهاض هذا المشروع التوسعي، مهما حاول نتنياهو تزيينه بعبارات “التاريخ والروحانية”.