نهاية الفوضى الدوائية… هيئة الدواء تقنن الاعلانات على السوشيال ميديا..فهل تختفى الوصفات المزيفة ؟

كتبت بسنت السيد
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الأدوية والعقاقير والمستحضرات الطبية على مواقع التواصل الاجتماعي يروج لها على أنها لعلاج العديد من الأمراض المزمنة مستهدفة الجمهور من الشباب وكبار السن من رواد التواصل الاجتماعي الذين يبحثون عن وصفات طبية وعلاجية للعديد من الأمراض والأمراض المزمنة كالسكر والضغط والقلب اضافه الى الأمراض الجلدية ومستحضرات التجميل وعقاقير التخسيس كل تلك الأدوية يروج لها بلا ضوابط معروفة ولا تصريح من وزارة الصحة أو الهيئة العامة للدواء.
فهل قرارات هيئة الدواء تضع حدا لهذه الفوضى ؟وما هى تحركات الهيئة لمواجهة إخطار فوضى ترويج المستحضرات الطبية على السوشيال ميديا ؟
مجموعات متخصصة لمتابعة المستحضرات الطبية
في بيان صادر عن هيئة الدواء المصرية أعلنت فيه عن قيام مجموعات متخصصة مكلفة من الهيئة للتفتيش ومراجعة المواد التسويقية للمستحضرات والمستلزمات الطبية المسجلة أو المدرجة بهيئة الدواء المصرية والتصريح بها قبل النشروفقا لما صرح به الدكتور ياسين رجائى المتحدث، الرسمى بإسم هيئة الدواء المصرية في تصريحات إعلامية مؤكداً أن من صميم عمل الفرق المتخصصة هو القيام باستقبال الشكاوى والبلاغات المتعلقة بالمخالفات واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة تجاه الجهات الناشرة بإزالة المخالفات. والمتابعة الدائمة لكل المواقع على السوشيال ميديا التى تروج للأدوية والمستلزمات الطبية على المنصات الإلكترونية لحصر جميع المواد التسويقية المخالفة والتى يثبت عدم مطابقتها للمواصفات والجودة والتى قد يكون لها أثار جانبية خطيرة على صحة المواطنين .
هل الجهات المسوقة لديها موافقات للتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي ؟
وأكد رجائي في تصريحاته لوسائل إعلام محلية أنه قبل التسويق لأى منتج طبي دوائي على السوشيال ميديا لابد من الحصول على موافقة مسبقة أو إخطار بالنشر . مشيراً إلى أن الإدارة العامة لتنظيم مواد التسويق والاعلان والتابعة للإدارة المركزية للرعاية الصيدلية بهيئة الدواء المصرية هى الجهة المخولة بالسماح بالترويج والتسويق.
هل هناك رقابة على المواقع ؟
وأضاف المتحدث باسم الهيئة العامة للدواء أن من مهام عمل الإدارة العامة لتنظيم مواد التسويق أيضا تحديد الصفحات والمواقع التي سيتم الإعلان من خلالها سواء كانت تابعة للشركة المسوقة أو لأي جهة أخرى متعاقد معها مثل صفحات الصيدليات أو صفحات المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، وضرورة الالتزام في محتوى الإعلان بجميع ما ورد في موافقة أو إخطار هيئة الدواء المصرية دون أي حذف أو إضافة أو تعديل.
كيف يتأكد المواطن من صحة المنتج المعلن عنه ؟
وحول الكيفية التي من الممكن أن يتأكد بها المواطن أن المنتجات التى يروج لها على السوشيال ميديا مصرح بها يقول لدكتور ياسين رجائى إنه بإمكان المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي التأكد من صحة وأنه معتمد ومصرح به من هيئة الرقابة على الدواء وذلك عن طريق وجود عبارة “هذه المادة حاصلة على موافقة هيئة الدواء المصرية برقم كذا ومدون عليها تاريخ الانتهاءكذا أو من خلال “اخطار هيئة الدواء المصرية رقم كذا .

وحذر منو استخدام أي مستحضرات مجهولة المصدر، خصوصا تلك التي يتم الترويج لها عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وكذلك سرعة الإبلاغ عن أي إعلان غير ملائم، أو به معلومات مضللة،
900حالة مخالفة.

ووبحسب بيانات رسمية أفادت أن الإدارة العامة لتنظيم مواد التسويق والإعلان بالإدارة المركزية للرعاية الصدلية أصدرت 5000 موافقة وإخطار بالنشر لمواد تسويقية عبر المواقع والمنصات الإلكترونية، في حين أنها رصدت 900 حالة مخالفة على الشركات المسوقة لإعلانات غير حاصلة على موافقة أو إخطار، بالإضافة إلى 145 حالة مخالفة على صفحات ومواقع غير تابعة للشركات المسوقة.
منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة
وجدير بالذكر أنه منذ إنشاء منظومة الشكاوى الموحدة التابعة لمجلس الوزراء فقد استقبلت مايقرب من 12 ألفا و500 حتى نهاية مارس 2025وقد تم توزيع هذه الاستفسارات والشكاوى على الإدارات المعنية داخل الهيئة والتعامل معها وفقاً لأعلى معايير الكفاءة والسرعة بنسبة إنجاز تقترب من 100%.
متابعة الشكاوى والمخالفات
كما أن أن الهيئة تلقت ما يقرب من 750 استفسارا وشكوى من المواطنين من خلال منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة التابعة لمجلس الوزراء، تناولت أبرز الموضوعات المتعلقة بتوافر الأدوية، والإبلاغ عن المخالفات الخاصة بالمستحضرات والمنشآت الصيدلية، حيث جرى فحصها والتعامل معها وفقاً لأعلى معايير الكفاءة والسرعة حيث تنوّعت ما بين استفسارات عن المستحضرات الصيدلية، ومتطلبات رقابية، وشكاوى تتعلق بتوافر الأدوية وجودتها
وعلى صعيد آخر مع مؤشرات إرتفاع أسعار الدولار المتأرجحة مازالت هناك أزمة إختفاء الدواء مستمرة في الصيدليات المصرية، مما أدى إلى ببع الدواء عبر قنوات غير شرعية كالسوق السوداء ، ونقص واختفاء العديد من أنواع الأدوية غير موجودة في الصيدليات ويعود ذلك بحسب ماذكره مسؤولين عن كبرى الصيدليات لأزمة استيراد صناعة أنواع عديدة من المستلزمات الدوائية ،على الرغم من توفير تلك الأنواع بأسعار مضاعفة مع الإعلان عنها على صفحات السوشيال ميديا .
وفي حديثه لموقع نافذة الشرق يقول الدكتور على عوف رئيس شعبة الدواء، ” إنه تم توفير 95% من الأدوية الناقصة خصوصا أدوية الأمراض المزمنة والمضادات الحيوية والأنسولين الذى أصبح موجود بجميع أنواعه فى جميع الصيدليات ولا أحد يسأل عنه.
وأضاف ، عوف، ولو هناك مريض يبحث عن دواء لم يجده أو أسعار مبالغ فيها يتصل على هيئة الدواء على الرقم11530 ، لافتًا إلى أن الشعبة العامة للأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية تقوم بمتابعة الأسواق بالتعاون مع هيئة الدواء، ولو تم ضبط أي مخالفات يتم إبلاغ هيئة الدواء.
صفحات الصيدليات على الفيسبوك
وهناك صفحات لأسماء بعض الصيدليات منتشرة على الفيس بوك تعلن عن توفير نواقص الدواء الغير متوفرة منذ عدة شهور ،وعند التواصل معها لتوفير الأنواع غير المتوفرة تجدها بأسعار مضاعفة ويخضع المرضى الباحثين واللاهثين وراء هذه الأدوية غير المتوفرة مضطرين لقبول الأسعار الفلكية
وفي حديثه للموقع يقول أحد معلم لغة إنجليزية أعمل بالتدريس وأعاني من مرض مزمن بالقولون لدرجة أنى استهلك كميات كبيرة من عقار marslaze 500 وأحتاج لكميات كبيرة من العلاج الذى أصبح غير متوفر في الصيدليات مما دفعنى لشراؤه عبر إحدى الصيدليات التى لها صفحات تعلن عن توفر أدوية وبالفعل تواصلت مع الأرقام المسجلة على الصفحة وباستخدام الواتساب تم الإتفاق على توفير أكبر كم من العقار.

ويتابع: عند الاتفاق على السعر فوجئت بتوفير العلبة ب500جنية مع العلم أن العلبة تباع بـ159جنية وطبعا لم اشتريها ومازال العقار غير متوفر وإن وجد بصعوبة شديدة ،حتى أننى كنت مضطرا لنشر إسم العقار على جروب تلاميذى لعل أحدهم يجد هذا العقار في صيدلية بجوار منزله ومازالت رحلة البحث مستمرة دون جدوى وإلى متى؟
ماذا يقول الصيادلة عن اختفاء الأدوية؟
وفي جولة مطولة لنافذة الشرق في عدة صيدليات منتشرة بالقاهرة، حيث اتفق معظم الصيادلة، الذين أكدوا أن أزمة نواقص الأدوية مستمرة في التفاقم منذ فترة طويلة، مدفوعة بنقص وزيادة أسعار الخامات الدوائية المستوردة التي تعتمد عليها صناعة الدواء في مصر بنسبة تقترب من 90%.
اضافة إلى الإرتفاعات المضطربة في أسعار الدولار اذن فالازمة مستمرة مما يدفع لظهور كيانات وهمية تدعى توفير النواقص في الأدوية للنصب والاحتيال وتحصيل الأموال من الغلابة المرضى اللاهثين وراء علبة الدواء أو الاضطرار لاستخدام البدائل التى لم تعد متوفرة.
كيف يتم التعامل مع المخالفين
ومن جانبه أكد االمتحدث باسم الهيئة العامة للدواء أنه يتم التعامل مع البلاغات بسرعة وكفاءة لضبط المخالفات وتدريب الكوادر البشرية لتحسين سبل المتابعة الفورية في إطار من الخصوصية وفقا لما يتماشي مع أحكام القانون.
وفي هذا السياق أكد الدكتور علي الغمراوي رئيس هيئة الدواءعبر منشور على صفحة الهيئة مؤكداً على تعزيز آليات التواصل المجتمعي لهيئة الدواء المصرية بالتفاعل مع المواطنين، ويأتى هذا في إطار تحقيقً مبدأ الشفافية بداية من تلقي الاستفسارات والشكاوى واستمرار متابعتها والاستجابة السريعة، حرصا على وصول الدواء بشكل آمن وفعال .