كتب ـ أحمد خالد
بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينينة وكذلك عدة دول منها بريطانيا وكندا، طرحت العديد من التساؤلات بشأن هل يكون ذلك ضاغطًا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتغييره سياسته تجاه الشرق الأوسط وتأييده المطلق لإسرائيل، لاسيما وأن هناك استطلاعُا للرأي أجري مؤخرًا داخل الولايات المتحدة الأمريكية أظهر رفض قطاع كبير من الأمريكيين لسياسة ترامب تجاه إسرائيل
في ظل هذه التطورات والتساؤلات، أجرينا هذا الحوار مع مسعود معلوف، الدبلوماسي اللبناني المخضرم، لنحاول فهم الأبعاد السياسية والدبلوماسية لهذه الخطوة، وما إذا كانت ستشكل ضغطًا فعليًا على الإدارة الأمريكية لتعديل موقفها من القضية الفلسطيني.
حيث قال مسعود معلوف الدبلوماسي اللبناني، إن هناك تحركات سياسية في الولايات المتحدة الأمريكية وإن كانت غير معلنة، لكنها هامة ومتزايدة تأييدا للقضية الفلسطينية للضغط على النظام الأمريكي للتخفيف من تأييده المطلق لإسرائيل، مشيرًا إلى أن جرى مؤخرًا استطلاع للرأي للأمريكيين دون الخمسين عاماً وأظهرت أن 55% منهم لا يؤيديون إسرائيل، إلا أنه في الوقت ذاته لا يملكون التأثير على سياسة ترامب الخارجية تجاه الشرق الأوسط وخاصة إٍسرائيل
وأكد معلوف أن الضغوط التي تمارس على سياسة ترامب الخارجية تجاه إسرائيل والشرق الأوسط لم تغير من آرائه، فهو ليس لديه استراتيجية واضحة ويفكر في نفسه ولا يهمه الفلسطينيين ولا الإسرائيليين، فكل ما يهمه هو مصلحته الشخصية، فإذا رأي أن من مصلحته تغيير سياسية سيفعل ذلك، وإذا رأي غير ذلك فلن يفعل، إلا أن الثابث في ذلك تأييده لإسرائيل بصورة مطلقة.
كما أشار إلى أن ابنته متزوجة من يهودي مؤيد لإسرائيل أطلق تصريحًا مؤخرًا أن الساحل في غزة جميل جدا وأنه يشجع توافد مزيد من السياح لهناك، كما قال إن على نتنياهو إخراج الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو ما يطابق تصريحات ترامب من قبل بضرورة إخراج الفلطسينيين من غزة وتحويله لمنتجع سياحي وهذا تأييد لتصريح صهره، فهذه هى سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط.
ولفت الدبلوماسي اللبناني أن عندما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتزام بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية في شهر سبتمبر، فإن ترامب ادلى بتصريحات مناهضة لذلك وفيه بعض السخرية منه، كما انتقد بريطانيا وكندا، مشيرُا إلى أن ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 35% على كندا عندما أعلن رئيس الوزراء الكندي نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية معاقبة لها، لأن ترامب يؤيد إسرائيل ويقف في وجه كل من يقف في وجه إسرائيل.
وأوضح أن الرئيس الأمريكي مؤيد لإسرائيل تأييد مطلق ومنغمس في سياستها، وهذا ما أوصل الولايات المتحدة الأمريكية لحالة من العزلة الدولية، لافتُا أنه يترك لإسرائيل حرية التصرف في قطاع غزة، مؤكدًا أن ترامب سيكون في وضع محرج عندما تعترف الدول بفسطين في الأمم المتحدة.