هل تنازلت السعودية عن جزر الفرسان لمصر لإنشاء قاعدة عسكرية في البحر الأحمر ؟خبراء يوضحون

كتبت بسنت السيد خاص
تداول رواد التواصل الاجتماعي منشورات وفيديوهات لحسابات ومواقع إلكترونية وقنوات على منصة يوتيوب ، تفيد بمنح المملكة العربية السعودية جزر فرسان بالبحر الأحمر لمصر، بهدف حماية الأمن القومي العربي والأفريقي، منوهة عن تصريحات إعلامية نسبت للعاهل السعودي محمد بن سلمان كماربط البعض من تلك المواقع بالصراع الدائر بين إسرائيل وإيران.
فما حقيقة تنازل السعودية عن جزر الفرسان لمصر لإنشاء قاعدة عسكرية بالبحر الأحمر ؟
في اتصال هاتفي مع اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي نفى تماما ما تردد على بعض المواقع الإلكترونية من تنازل السعودية عن جزر الفرسان لمصر لإنشاء قاعدة عسكرية خارج الحدود المصرية وقال:”هذا الكلام غير صحيح ،إن الهدف من بث هذه الشائعة في هذا التوقيت بالذات ،هو إحداث الوقيعة بين السعودية ومصر وخلق حلقة مفرغة من التوتر والنزاع في هذا الوقت الحرج الذى يشهد توترات على كافة الأصعدة “
كما نفى اللواء محمد أنور الهمشري أستاذ الإستراتيجية وإدارة المخاطر والأزمات في حديث خاص لنافذة الشرق ما تردد من أخبار وما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي حول تنازل السعودية عن جزر فرسان مؤكدا:” أنه لا توجد تصريحات رسمية من العاهل السعودي الأمير محمد بن سلمان تؤكد ذلك ،ولم توقع مصر أية اتفاقيات بينها وبين المملكة فيما يخص جزر فرسان ،مشيراً إلى أن بعض المواقع الإلكترونية هى التى تبث تلك الشائعات مستغلة الأحداث الراهنة في الشرق الأوسط لترويج أخبار لاأساس لها من الصحة”.
أين تقع جزر الفرسان على الخريطة ؟
وجدير بالذكر أن جزر الفرسان عبارة عن أرخبيل جزر يقع في جنوب البحر الأحمر ويتبع لمنطقة جازان جنوب غرب المملكة العربية السعودية، ومكون من مجموعة من الجزر أهمها جزيرة فرسان
تتمتع جزر فرسان بأهمية إستراتيجية إذ تعد البوابة المقابلة لباب المندب؛ المدخل الوحيد للبحر الأحمر قبل إنشاء قناة السويس.ويصل عدد سكانها قرابة 18 ألف نسمة، حسب إحصائية عام 2010. ويبلغ طولها من جنوبها الشرقي إلى نهايتها في شمالها الغربي نحو 70 كم. ومتوسط عرضها يبلغ نحو 30 كم.
وتعتبر ” فرسان” أكبر جزر البحر الأحمر مساحة وسكانا وأخصبها أرضا. وتضم بضع قرى هي: المحرق، والقصا، والمسيلة، وصير
ويذكرأن المملكة العربية السعودية تقدمت من قبل بطلب لليونسكو لتسجيل ما رصدته من آثار على الجزيرة التي تعتبر ركنا أساسيا من خطتها لتحقيق “رؤية 2030”.
شائعات مضللة..ليست الأولى
ومن ناحية أخرى ،اعتادت جهات إعلامية على نشر قضايا متعلقة بالجزر والحدود السعودية المصرية بالتزامن مع تصاعد وتيرة الأحداث الجيوساسية الإقليمية.
وليست المرة الأولى التي تثار فيها تلك القضايا ،ففى عام 2019 حاولت تركيا إنشاء قاعدة عسكرية على الحدود البحرية السودانية في جزيرة سواكن ، وقتذاك تداولت مواقع على السوشيال ميديا إعلان تشكل أول قاعدة عسكرية مصرية من أجل تحقيق عنصر التوازن العسكري في المنطقة.
أما في عام 2020 انتشرت شائعات عن تمركز قاعدة عسكرية بحرية إيرانية على سواحل إريتريا في المنطقة المواجهة لجزيرة فرسان، إذ قيل إن مصر ستسيطر على الجزيرة السعودية من أجل تشكيل حماية عسكرية للخط الملاحي العالمي القادم من قناة السويس باتجاه باب المندب والعكس.
وذكرت التقارير المضللة والتى تعتمد على معلومات لا أساس لها من الصحة ، فلم تصدر أية تصريحات عن القيادة السياسية ولم تصدر بيانات من القيادة السعودية بهذا الشأن مما يضع هذه التقارير الإعلامية تحت تصنيف الشائعات المضللة أو التكهنات .
قاعدة برنيس العسكرية
وجدير بالذكر أن قاعدة برنيس تُعدّ إنجازًا من إنجازات القوات المسلحة المصرية.
اذ كان الهدف الإستراتيجي لإنشاء قاعدة برنيس العسكرية هو حماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية، وحماية الاستثمارات الاقتصادية والثروات الطبيعية ومواجهة التحديات الأمنية في نطاق البحر الأحمر.
وكذلك تأمين حركة الملاحة العالمية عبر محور الحركة من البحر الأحمر حتى قناة السويس والمناطق الاقتصادية المرتبطة بها، وذلك ضمن رؤية مصر المستقبلية ۲۰۳۰ .والتى انشأت في عام 2020اذ استغرق إنشاؤها عام واحد فقط في إطار أهداف استراتيجية لتحقيق كافة المهام التي توكَل إليها على الاتجاه الإستراتيجي الجنوبي.
أين تقع ؟
وتقع القاعدة”برنيس” على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الحدود الدولية الجنوبية شرق مدينة أسوان.ومساحتها تبلغ ١٥٠ ألف فدان، وتضم: قاعدة بحرية وأخرى جوية ومحطة لتحلية المياة بالإضافة لمطار جوى و عدد من الوحدات القتالية والإدارية وميادين للرماية والتدريب لجميع الأسلحة
كما تضم القاعدة رصيفًا تجاريًّا، ومحطة استقبال ركاب، وأرصفة متعددة الأغراض، وأرصفة لتخزين البضائع العامة، وأرصفة وساحات تخزين الحاويات.

اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي