ثلاثة أراء في إجتماع العيد مع الجمعة
كتبت بسنت السيد
في أول أيام عيد الأضحى المبارك تصدر محركات البحث جوجل سؤال حول هل صلاة العيد تغنى عن صلاة الجمعة ،وبصيغة أخرى هل من صلى العيد لا يؤدى صلاة الجمعة ؟حيث غاب عن المساجد أعداد كبيرة من المسلمين فما هو الرأى الراجح هل يجب صلاة العيد ثم يؤدى صلاة الجمعة ام يتركها ولا يأثم ؟
ويجيب عن هذا التساؤل فضيلة الدكتور عطية لاشين عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف حيث يقول في حديثه لموقع نافذة الشرق ” الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى في القرآن الكريم :”يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع”٠
ويتابع فضيلته وبعد الصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة :”خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة” ٠ومن ثم فإن نصوص الشرع الحكيم قرآنا وسنة لا يضرب بعضها بعضا ولا يتناقض بعضها مع بعض لأن مصدرها واحد وهو الوحي من لدن حكيم عليم سواء كان وحيا باللفظ والمعنى معا وهو القرآن أو كان وحيا بالمعنى فقط وهي سنته صلى الله عليه وسلم وإذا كان الأمر على هذا النحو فهل يعقل أن يتضارب كلام صادر عن واحد وهو الله عز وجل إن توهم حصوله فذلك ليس مرده إلى النصوص بل مرده إلى من فهم هذه النصوص حيث لم يفهمها على وجهها الصحيح
وأضاف، لاشين ولا يجيد الترجيح بين هذه النصوص أو أن يجمع بينها لعدم دراسته لباب التعارض والترجيح في علم أصول الفقه ٠
وبخصوص واقعة السؤال وهو أن تكون قد صليت العيد مع الإمام فهل عليك حضور صلاة الجمعة أو هل صلاة العيد تغنى عن أداء صلاة الجمعة ؟
ويجيب عن هذا السؤال الذي حير الكثيرين حيث يقول الدكتور عطية لاشين في حديثه لموقع نافذة الشرق:
“لقد وجد في مسألة إجتماع العيد مع الجمعة في يوم واحد ،وهل يغني حضور صلاة العيد عن الحضور لصلاة الجمعة ،وجد ثلاثة أراء لأهل العلم على النحو الآتي :
و الرأي الأول وهو للأحناف والمالكية وهم يرون أن من شهد صلاة العيد لا يغني عن حضوره صلاة الجمعة بل لابد من صلاته لها ٠لافتاً إلى أن أدلتهم ، التى استدلوا على ما رأوه بالأدلة الآتية :
أولا: النصوص العامة من القرآن والسنة التي أوجبت على المسلم صلاة الجمعة إذا استكمل شرائط الوجوب حيث لم تفرق هذه النصوص بين كون الجمعة يوم عيد فطر أو أضحى أو لم تكن كذلك
ثانيا : إن صلاة العيد على رأي الجمهور سنة ،ولكن صلاة الجمعة فرض عين على الذكور من أبناء الأمة المحمدية ولا يعفي المرء من فعل الواجب فعله للسنة ٠
ثالثا :إن أعذار التخلف عن صلاة الجمعة معروفة حصرا وليس من بينها اجتماع الجمعة والعيد في يوم واحد ٠
وأما الرأي الثاني وهو للشافعية حيث يرون ما رآه الحنفية والمالكية من أن حضور صلاة العيد لا تغني عن حضور صلاة الجمعة اللهم إلا إذا كان الشخص بينه وبين المسجد مسافة بعيدة يتعذر معها الحضور مرتين في يوم واحد لحضور الصلاة وذلك عملا واستدلالا بالنصوص التي أعفت المسلم من حضور صلاة الجمعة إذا حضر صلاة العيد ٠
وبالنسبة للرأي الثالث وهو للحنابلة ،حيث يرون الترخص في عدم الحضور لصلاة الجمعة إذا حضر صلاة العيد من غير فرق بين من كان قريب المسافةأو بعيدها عن المسجد ٠
ولهم على ذلك أدلة منها ما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والإمام أحمد أن معاوية بن أبي سفيان سأل الصحابي الجليل زيد بن أرقم : أشهدت مع الرسول صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم أي الجمعة والعيد ؟ قال : نعم قال : فكيف صنع ؟قال : صلى العيد ثم رخص في الجمعة
والدليل الثاني روى أبو داود وابن ماجه في سننيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” قد اجتمع في يومكم عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة ،وإنا مجمعون )٠
ويرى عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أن الراجح ، في هذا الأمر هو رأي الشافعية حيث جمعوا بين النصوص ولم يعملوا بأحدها دون الآخر ،وكما قال أهل العلم : الجمع بين النصوص أولى من إهمال أحدها ،وإعمال الآخر حيث أعملوا الأدلة العامة الموجبة لصلاة الجمعة فيمن كان بينه وبين المسجد مسافة قريبة كما أعملوا النصوص المرخصة لترك الجمعة لمن حضر صلاة العيد وذلك فيمن كان بينه وبين المسجد مسافة بعيدة لأن هذه الأحاديث خاصة بأصحاب العوالي وهم الذين يقطنون في مكان بينه وبين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم مسافة بعيدة ٠
والله أعلم