هل لعبت مصر دور الوسيط لوقف إطلاق النار ومنع انفجار الإقليم؟.. خبير علوم سياسية: مصر منعت انفجار الإقليم من خلال دورها المحوري

فرحات: اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خطوة مهمة نحو تهدئة أخطر بؤر التوتر في الشرق الأوسط

كتب ـ أحمد خالد

أفصح اللواء الدكتور رضا فرحات، خبير العلوم السياسية، عن أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، يعد بمثابة نقطة هامة نحو تهدئة واحدة من أخطر بؤر التوتر في الشرق الأوسط، حيث تصاعدت وتيرة التصعيد إلى مستويات تنذر بحرب إقليمية شاملة، مما كان سيؤثر على أمن واستقرار المنطقة لعقود مقبلة، لولا التحركات الحكيمة لعدد من الدول الفاعلة، وعلى رأسها مصر.

وشدد الخبير السياسي، على أن هذا الاتفاق لا تكمن فقط في كونه يوقف نزيف العنف، بل في كونه يعد بمثابة تحولا في إدراك الأطراف المتصارعة لحجم المخاطر التي يمكن أن تترتب على استمرار المواجهات، لاسيما في ظل الضغوط الدولية والإقليمية التي طالبت بوقف فوري للتصعيد مشيرا إلى أن التهدئة الحالية، وإن كانت مؤقتة، فإنها تتيح نافذة مهمة للدبلوماسية وفرصة لصياغة مسارات أكثر توازناً للأمن الإقليمي.

كما كشف فرحات عن دور مصر في منع انفجار وتفاقم الأوضاع في المنطقة، وذلك من خلال تحركها الدبلوماسي والأمني، مشيرًا إلى أن أمن الشرق الأوسط لا يحتمل مغامرات عسكرية جديدة، كما أفصح عن نجاح القاهرة في نقل رسالة واضحة وهي أن استخدام القوة لا يؤدي إلى نتائج مستدامة، وأن الحلول السياسية وحدها كفيلة بإرساء الاستقرار.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن الخارجية المصرية تمثل نموذجا للدولة العاقلى المتزنة التي تنطلق في تحركاتها من ثوابت واضحة ومصالح وطنية عليا، دون المشي نحو محاور أو اصطفافات قد تهدد استقرار الشعوب أو تنال من سيادة الدول، لافتًا أن مصر اليوم تتحرك في محيطها الإقليمي والدولي بعقل الدولة الراسخة وقلب الأمة الواعية.

وأشار فرحات إلى أن مصر تمارس دورها المحوري بمنتهى الحكمة والاتزان، من منطلق دورها التاريخي كفاعل إقليمي مسؤول يحظى بالثقة كما أن التنسيق المصري مع الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ودول الخليج، ساعد في تقليص فجوة الخلافات وتمهيد الطريق نحو هذا الاتفاق.

كما شدد فرحات، أن المرحلة المقبلة تتطلب البناء على هذا الاتفاق المؤقت، والعمل علىإحياء السلام في المنطقة، وأبرزها بكل تأكيد القضية الفلسطينية، لافتًا أن استمرار وقف إطلاق النار مرهون بوجود رؤية شاملة وعادلة تضمن الأمن لكل الأطراف، وأن مصر ستظل القوة الحامية للاستقرار، وصوت الحكمة في زمن الصراعات.