ساعات العمل الإضافية تخصم من رصيد عمر الطبيب
كتبت : إيمان مهران
بعد تكرار حالات الوفاه للأطباء داخل غرف العمليات أثناء القيام بإجراء العملية الجراحية أو فور الأنتهاء منها ، توقف الكثير لمعرفة الأسباب الحقيقية التى تكشف الستار عن هذه الوفيات المفاجئه للأطباء بشكل مفاجىء أمام مرأى ومسمع الزملاء داخل غرف العمليات ، فأصاب البعض بالصدمة والأخر الخوف من هذا المصير المجهول ، لذا وجب علينا فتح ومناقشة هذه القضية من كافة الجهات لوضع اليد على الأسباب الخفية التى أدت إلى هذا المصير لهؤلاء الأطباء ، خاصة أنها لم تكن واقعه واحدة بل عدة وقائع فى أماكن مختلفة ، ولكن بنفس الطرق .
توفى بعد إجراء العملية
أستمرت العملية الجراحية لقلب مفتوح 5 ساعات متواصلة لم يرتاح فيها الطبيب المصرى أحمد ماهر منصور ثانية واحدة ، الوقت يمر بين الضغط والألم والتركيز خشية أن تسقط أداة ويدفع الطبيب خطأ الطبيب ، كل هذه الأفكار والمخاوف تدور فى رأس الطبيب الذى وضع هذا المريض حياته بين يديه ، آملا الشفاء من مرضة ، إلا أن الضغط الذى يوضع فيه الطبيب غير عادى ولا يشعر به سوى المحيطين به ، فداخل معهد ناصر بالتحديد فى قسم القلب ، فور الأنتهاء من العملية شعر الطبيب بالتعب والأرهاق وفجأة سقط مغشيا عليه حاول الزملاء الأطباء والمساعدين المحيطين به مساعدته بعمليات إنعاش للقلب متكررة ، لكنه لفظ أنفاسة الأخيرة وسط دهشه وتعجب كل المحيطين فقد كان من لحظات يجرى عملية قلب ناجحة والتى أنتهت بعد 5 ساعات متواصلة إلا أن إرداة الله كانت فوق كل التوقعات والأحتمالات .
وفاة دكتور تخدير أثناء عملية جراحية
وفى محافظة كفر الشيخ أثناء حضور الطبيب أمير أبو ذكرى رئيس قسم التخدير والعناية المركزة بكلية الطب بجامعة كفر الشيخ عملية جراحية وقبل الأنتهاء من العملية الجراحية فارق الحياة إثر أزمة قلبيه لم ينجح الأطباء فى إستعادة إنعاش قلبه وفارق على الفور الحياة ، الطبيب يبلغ من العمر 52 عاما وهو رئيس قسم التخدير والعناية المركزة بكلية الطب .
تعرض طبيب لأزمة قلبية بعد إجراء عدد من العمليات
وفى كلية طب المنوفية بالمستشفى الجامعى تعرض الطبيب الشاب أحمد سمير مدرس مساعد الجراحة العامة بالكلية لأزمه قلبيه إثر إجراء عدد من العمليات الجراحية داخل المستشفى الجامعى ، وذلك بعد الأنتهاء من العمليات التى أستمرت لعدة ساعات ، حاول فى النهاية إستعادة نشاطة ولكن كان للقدر كلمته الأخيرة ، بعد أن أصيب الطبيب بأزمة قلبية مفاجأة داخل غرفة العمليات وأثناء القيام بإحدى العمليات الجراحية .
توفى داخل غرفة العمليات
وأثناء قيام الطبيب الشاب نبيل عادل بإحدى العمليات الجراحية بمستشفى بنها الجامعى داخل قسم الجراحة العامه والأوعية الدموية تعرض لأزمة قلبية مفاجأة أثناء تأدية واجبة ، وفجأة حدث مالم يخطر على بال ، سقط الطبيب داخل غرفة العمليات وسط تحركات سريعه من زملائة فى محاولة لإنعاش قلبة إلا أنه قد فارق الحياة .
أسباب صحية
أشار الدكتور وليد هندى أستاذ الصحة النفسية أن النقابة العامة كانت قد ناقشت عدد ساعات العمل المقررة للأطباء والتى بدورها لايجب أن تؤثر سلبا على الصحة الجسدية والنفسية على الطبيب ، وذلك لأن الطبيب فى معظم الأحيان خاصة الأطباء حديثى التخرج أو الأطباء الذين يعملون داخل المستشفيات الجامعية والتى يحتاج فيها الطبيب لعمل نوبتجيات دورية تصل إلى أن يظل مستيقظا لمدة 24 ساعه وهو أمر صعب على أى بشر أن يظل مستيقظ لفترة طويلة ، حتى وإن أضطر لذلك فبالطبع يفقد تركيزة وإتزانه الجسدى ، وهناك الحالات التى بين أيدينا اليوم والتى يتعرض فيها الطبيب إلى السكتات الدماغية والقلبية .
تدنى المرتبات
بعد تكرار هذه الوقائع ووفاة أطباء داخل غرف العمليات أو فور إجراء العملية التى تدوم لعدة ساعات ، أكد شهود عيان لهؤلاء الأطباء داخل المستشفيات أن السبب الحقيقى خلف تكرار هذه الحالات للأطباء والموت المفاجىء أن الطبيب يضطر إلى أن يعمل فى أكثر من مكان لسد إحتياجات ومتطلبات الحياة والأسرة ، مما يعود بالسلب على صحته النفسية والجسدية ، لذا طالب الأطباء بزيادة ورفع مرتباتهم حتى يستطيعوا إعطاء حق المكان الذين ينتمون إليه وعدم الإضطرار للعمل فى أماكن أخرى . وتدنى مرتبات الأطباء تدفعهم للعمل فى أكثر من مكان سواء داخل المستشفيات الجامعية أو الحكومية أو العيادات الخاصة .
توصيات
وفى هذا السياق أكد الدكتور أحمد السبكى رئيس الهيئه العامه للرعاية الصحية أنه كما يحرص على تقديم أفضل رعاية وخدمات للمريض داخل المستشفيات لتقى أفضل العلاج ، أنه يحرص بشكل دائم على تقديم التوصيات اللازمة لصحة الطبيب المعالج نفسيا وجسديا حتى يسطتيع القيام بواجبة على أكل وجه خاصة بعد أن أكدت بعض الدراسات التى أجريت للكشف عن أسباب الموت المفاجىء والسكتات القلبية التى يتعرض لها الطبيب داخل غرفة العمليات والتى أستنتجت هذه الدراسات أن هناك علاقة طردية بين زيادة ساعات العمل والسكتات الدماغية والسكتات القلبية أيضا ، وأن هناك علاقة أيضا بين ساعات العمل والأخطار الطبية التى يتعرض لها الطبيب .
وأوصت الدراسة أنه يجب توفير بيئة عمل صحية للطبيب حتى يستطيع مواصلة عملة وتوفير فترات راحة كافية بعد العمل الشاق ، كما يجب إجراء فحوصات دورية وذلك من أجل التأكد من صحة الجسد والنفس ، ويجب على الجهات المختصة لعمل الأطباء تدريبهم على الإسعافات الأولية .
قانون العمل هل يحمى الأطباء
حدد قانون العمل فى موادة المقررة أن ساعات العمل لأى وظيفة حكومية أو خاصة للفرد يجب ألا تتعدى 36 ساعه أسبوعيا ، بمعدل 8 سعات يوميا ، حتى لايتعرض الفرد إلى الأجهاد النفسى والجسدى الذى يؤدى به إلى المخاطرة بحياته
وذلك قلة الراحة والنوم تؤدى إلى قلة التركيز كما أن ساعات العمل الإضافية التى يضطر الفرد للعمل لتوفير أكبر قدر من الألتزامات الحياتيه يخصم من رصيد عمره وصحته بدون دراية منه . لذا حدد قانون العمل ساعات راحة أثناء ساعات العمل.
العدوى داخل غرفة العمليات
وهناك أسباب أخرى تعرض حياة الطبيب المعالج للخطر منها أنه قد يتعرض إلى إنتقال العدوى بشكل مباشر إليه من خلال إجراء العملية داخل غرفة العمليات ، سواء نقل فيروس أو أمراض معدية أخرى ، وقد يتعرض الطبيب إلى الإصابة بالسرطان بسبب تعرضه المباشر للمواد الكيميائية عن طريق الأجهزة المستخدمة ،
وكانت هذه الحوادث والوفيات المتركررة بنفس الطريقة بفارق زمنى ومكانى للطبيب أمرا خطيرا لدق ناقوس الخطر أمام حياة هؤلاء الأطباء الذين يعرضون حياتهم وصحتهم النفسية والجسدية للخطر أمام إنقاذ حياة مريض ، فيلجأ البعض لعمل نوبتجيات تصل لعدة ساعات عمل متواصلة لسد إحتياجات المكان الذى يعمل به ، وإحتياجات المرضى ، ومن جانب آخر سد إحتياجات ومتطلبات الحياة التى تضطر الطبيب للعمل فى أكثر من مكان ، لذا وجب دق ناقوس الخطر لتوعية الأطباء من الوقوع فى هذا الفخ ، فخ السعى وراء متطلبات الحياة على حساب رصيد العمر والصحة الذى قد ينفذ فجأة وبدون أى مقدمات .