وكالة “موديز” تخفض تصنيف الولايات المتحدة الائتماني و خبير اقتصادي يوضح

كتبت بسنت السيد
كشفت وكالة “موديز” عن خفض للتصنيف الائتماني الممتاز للولايات المتحدة بمقدار درجة واحدة ليصل إلى “Aa1″، لتنضم إلى وكالتي “إس آند بي غلوبال” و”فيتش”.وفقا لما نشرته بلومبيرج
ماذا يعنى خفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني
ويقول الخبير الاقتصادي هانى أبو الفتوح في حديثه لموقع نافذة الشرق :” أنه في ظل التغيرات الاقتصادية المتسارعة، أصبح من الضروري أن نتوقف لفهم خفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني للبنوك الأمريكية الكبرى والولايات المتحدة في 19-20 مايو 2025، من “Aaa” إلى “Aa1” مع نظرة مستقبلية سلبية.
إرتفاع الدين العام الأمريكي
يرى أبو الفتوح أن هذا الوضع يحتاج إلى قراءة أعمق. لافتاً إلى أن السبب الرئيسي في ذلك هو ارتفاع الدين العام الأمريكي، الذي تجاوز 34 تريليون دولار، مع عجز مالي متزايد بسبب نفقات الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي
ويضيف أن الحلول المطروحة حتى الآن ليست كافية، إذ تعتمد على رفع الضرائب أو خفض الإنفاق، وهو أمر صعب سياسيًا.
هروب رأس المال
ويوضح أبو الفتوح أن الأسواق تأثرت بشكل واضح، حيث انخفضت العقود الآجلة الأمريكية بنسبة 1.5% إلى 2%، مما يعكس قلق المستثمرين.
.ويقول في حديثه للموقع : “أعتقد أن المواطن العادي بدأ يشعر بتأثير هذه السياسات عبر تقلبات الأسواق. موضحا أنه ، ما زالت هناك فجوة بين الأرقام والواقع، وقد تمتد الصدمة إلى أسواق الخليج وأوروبا بسبب الارتباط الاقتصادي.
إستعادة الثقة
ويشير إلى أن الناس فقدوا الثقة في تطمينات البيت الأبيض التي تنفي تأثير الخفض. برأيي، التأثير النفسي أهم من الأثر الرقمي الآن، وقد يؤدي إلى هروب رأس المال.
ويرى هانى ابو الفتوح في تقديره الشخصي أن هذه الأزمة لن تُحل بسهولة، خاصة مع توقعات زيادة العجز إلى 7% من الناتج المحلي بحلول 2026. مؤكد بقوله بأن هذا التوجه يحمل مخاطرة كبيرة، لكن هناك بوادر إيجابية إذا اتُخذت قرارات حاسمة. منوها أن التحدي الأكبر الآن هو استعادة الثقة، وأود أن أرى المزيد من الأدلة قبل أن أقتنع بتعافٍ سريع

اضطرابات محتملة في سوق السندات
وفي نفس السياق يشير خبراء الاقتصاد إلى أن هذا الخفض ينذر باضطرابات محتملة في سوق السندات خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
محطات خفض فيها التصنيف الائتماني
ليست المرة الأولى بل خفضت “إس آند بي” التصنيف في أغسطس 2011،و قفزت عوائد السندات الأميركية لأجل عشر سنوات في البداية، لكنها سرعان ما عادت للانخفاض بعد أن تراجع مؤشر “إس آند بي 500″، وتعاملت الأسواق مع الحدث كفرصة للهرب نحو الملاذات الآمنة.

وفي المرة الثانية كانت في أغسطس 2023، فلم يكن الأثر في السوق واضحاً بالدرجة نفسها من اللحظة الأولى، رغم أنه كان تأثيراً خفياً لا يقل خطورة. كما أشار محللو “وول ستريت” آنذاك، شهدنا هذا السيناريو من قبل، كان الأمر يتعلق بوكالة “فيتش” تحديداً، تلك التي لا تحظى بالإرث العريق نفسه الذي تتمتع به وكالات التصنيف الأخرى.

خفض التصنيف الائتماني وتقلبات السندات
لكن خفض التصنيف في عام 2023 كان بمثابة الشرارة التي أعادت إشعال نقاش مالي كان قد بدأ في أوائل الصيف، إذ ارتفعت العوائد على السندات لأجل عشر سنوات بنحو 103 نقاط أساس خلال 56 جلسة تداول لاحقة، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2007.