مطروح- عمر محمد
عقَدتْ إدارةُ أوقافِ غربِ مطروحَ لقاء لأئمَّةِ الإدارةِ، اليومِ، في إطارِ ضبطِ وتطويرِ العملِ الدعويِّ بالمساجد، وتحت رعايةٍ كريمةٍ من معالي الأستاذِ الدكتورِ أسامة الأزهري، وزيرِ الأوقاف.
وشهد اللقاءَ حضورُ فضيلةِ الشيخِ حسنِ محمد عبد البصير عرفة، مديرِ عامِّ أوقافِ مطروح، يُرافقُه الشيخُ محمد مصطفى، مديرُ الدعوة، والشيخُ سامي عبيد، مديرُ شؤونِ الإدارات، إلى جانبِ قياداتِ الدعوةِ بإدارةِ أوقافِ غربِ مطروح.
واستهلَّ فضيلتُه الاجتماعَ بتثمينِ الجهودِ المباركةِ التي تبذلُها إدارةُ غربِ مطروح في تنشيطِ العملِ الدعوي، مشيدًا بما يُقدِّمُه أئمَّةُ المساجد من أداءٍ متميِّزٍ في خدمةِ رسالةِ المسجد، موصيًا إيَّاهم بمواصلةِ تلك الجهودِ المباركة، ولا سيّما في مجالِ تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى فئاتِ المجتمع، وغرسِ القيمِ السامية في نفوسِ النشءِ والشباب.
وأكد فضيلتُه أنَّ المحاورَ الخمسة التي تتبنَّاها وزارةُ الأوقاف في تربيةِ النشء، تمثّلُ الأساسَ المتينَ لبناءِ الأممِ وتقدُّمها، داعيًا إلى ضرورةِ تناولِها في جميعِ الأنشطةِ الدعويّة، والخُطبِ والدروسِ واللقاءاتِ التربويّة، ومكاتبِ التحفيظ، والبرنامجِ الصيفيِّ التثقيفيِّ، نظرًا لما تمثِّلُه من مقاصدَ شرعيّةٍ عُليا تعبّرُ عن جوهرِ هذا الدينِ العظيم.
وبيّن فضيلتُه أن هذه المحاور هي كالتالي:
- احترام الأكوان:
ويتحقّق بإدراكِ عظمةِ الكونِ ودقّةِ نظامِه، والانضباطِ في التعاملِ مع البيئةِ والمخلوقاتِ، قال تعالى:
﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [النمل: ٨٨]. وهو بابٌ من أبوابِ تعظيمِ الخالقِ عبرَ التأمُّلِ في مخلوقاتِه. - بناء الإنسان:
ويكونُ عبرَ غرسِ القيمِ، وتزكيةِ النفسِ، وتنميةِ القدراتِ العقليّةِ والروحيّةِ، وهو من أعظمِ مقاصدِ الرسالاتِ السماويّةِ، قال ﷺ:”إنما بُعثتُ لأتمّمَ مكارمَ الأخلاق” (رواه مالك). - حماية الأوطان:
فالوطنُ قيمةٌ شرعيّةٌ عظيمةٌ، ويجبُ صونُه والدفاعُ عنه، وترسيخُ الانتماءِ له، قال النبيُّ ﷺ: “من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد” (رواه الترمذي). - زيادة العمران:
بالدعوةِ إلى العملِ والإنتاجِ والإتقانِ، والسعيِ في عمارةِ الأرضِ وبنائِها، قال تعالى:﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [هود: ٦١]،
وهو مبدأٌ حضاريٌّ أصيلٌ في الإسلام. - زيادة الإيمان:
عبرَ تعزيزِ الصلةِ باللهِ تعالى، وبناءِ الوجدانِ الإيمانيِّ في القلوبِ، وتزكيةِ الأرواحِ، والتربيةِ على التقوى ومحاسبةِ النفس، قال تعالى:
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٩]، وقال النبيُّ ﷺ: “الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق” (رواه مسلم).
ودعا فضيلةُ الشيخِ حسن عبد البصير الأئمةَ إلى التجديدِ في أدواتِ الخطابِ الدعويِّ، ومواكبةِ قضايا العصرِ، مع ضرورةِ الالتصاقِ بجمهورِ المسجدِ، لا سيّما فئةَ الشباب، تأكيدًا على أنَّ وزارةَ الأوقافِ ماضيةٌ في تمكينِ الدعاةِ وتأهيلِهم للقيامِ برسالتِهم السامية، وفقَ ثوابتِ الشرعِ ومتطلّباتِ الواقع.
واختُتم اللقاءُ بعقدِ مقرأةٍ علميّةٍ جماعيّة للأئمّة، تضمّنت قراءةً جماعيّةً لقصارِ السُّورِ، في إطارِ رفعِ الكفاءةِ القرآنيّةِ واللغويّةِ لديهم، بما يسهمُ في تجويدِ أدائِهم الدعويِّ والقرآنيِّ داخلَ المساجد.